على مسامعنا ترتفع أصواتٌ، وتمرّ حروفٌ أخرى أمام أعيننا ظاهرها يتزيّن بمحبة الدين والانتماء للوطن، لكنْ .. حينما نسبر عمق فكر أصحابها وتوجهاتهم يدرك العقلاء أن باطنها يلتهب بالحقد و العداء.
وهذه الأصوات المغلّفة بالحسن .. وتلك الأقلام المقنّعة بالجذب ..عندما تنساب بأسلوبها المتموج والمرهّم تدخل بلطف علينا من دهاليز الخداع فيلتقطها العامة كبارهم وصغارهم بأحضان الترحاب لتستقر في صدارة الإعجاب وفي أولويات الاهتمام، فيُبْنى لها منصةً قويةً تنطلق منها إلى فضاء تجمعات الأصحاب والأقران لتهبط بأمان على مدارج برامج التواصل الاجتماعي.
ومنها إلى تداولات مجالس الرجال والنساء؛ لتصبح حديث المجتمع بكل تفاصيلها، وحينها يحقق أولئك الحاقدون أهدافهم في تمرير رسائل التضليل والتحريض بأساليب مختلفة حملتها أدواتنا التي لم تفطن لما دسَّه أهل الفتن من سموم الحقد ودسائس العداء، فإنه مؤشرٌ على أنّ وسائلنا الإعلامية ومحاضننا التربوية ومنابرنا الدينية لم تستطع إيصال رسائلها التوعوية بما يسهم في وقاية المجتمع وتحصينه من خطر تلك الرسائل الملوثة.
ومما يثير الانزعاج والقلق أنّ ما يحمله أولئك المتملقون من خبث طال جنودنا الأبطال ومواقفهم البطولية فيتصنعون الغيرة على الأخلاق لينتقدوا ويهاجموا الفعاليات الاجتماعية والمناسبات الاحتفالية، ويرتكز هجومهم على أنّ ما يقوم به أولئك الشجعان في ميدان الدفاع عن الدين والوطن لا يتناسب مع تلك التجاوزات التي تحدث بهذه المناسبات والفعاليات وغرضهم الخفي من ذلك تثبيط العزائم، وكسر الهمم وتشويه صورة المجتمع وإثارة البلابل والفتن وفتح أبواب التحريض.
فلعلنا إدراك خطر ما يجنّده أعداء ديننا ووطننا من حشود إلكترونية أصواتها وأقلامها مستأجرة، يريدون بها تفكيك اللُّحمة الوطنية والتغرير بعقول الشباب واستدراج عواطف النساء، والمؤسف أنّنا نروّج لكتاباتهم وندعم أصواتهم -من حيث لا نعلم -حينما نتبنى نقلها من نوافذ حساباتنا على برامج التواصل الاجتماعي، ونقدم لهم – بسذاجة- خدمة توصيل بضاعتهم الفاسدة إلى أكبر شريحة في المجتمع.
إن شباب مجتمعنا بحاجة إلى استخدام ذكاء التواصل؛ لانتقاء الهادف والمفيد ونقل الواقعي والنقي، وغلق أبواب النقاش العقيم، واستقاء الأنباء من مصادرها.
حفظ الله الدين والوطن وأهله من كل سوء، وأدام الله العز والمجد والسؤدد لقيادة وطننا الغالي.
هذا هو الحاصل في وسائل التواصل كل واحد تجيه رسالة ينقلها بدون يقرأها و الثاني ينقلها و توصل لعدد كبير وتأثر في اغلب الناس مفروض فيه نظام شديد و عقوبات صارمة على كل من ينقل رسايل اشاعات و مشبوهة تحيه للكاتب