لم تكن قضية امتياز ادارة مكتب خدمة ميدانية بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا ، لمدة 4 سنوات بالقضية السهلة التي يمكن تنفيذها سريعا ، حتى وان ضبطت بلوائح ونظم واجراءات ، فما تعرض ويتعرض له مجلس ادارة المؤسسة من انتقادات من قبل البعض دون مستند نظامي يؤكد بأن هناك أيد تريد اسقاط المجلس ، وتشويه صورته وتحميله أخطاء لا ذنب له بها من قريب أو بعيد .
وقبل أن تعلن المؤسسة موعد فتح المظاريف ، التقيت بعدد من مطوفيها الذين أكدوا أن عملية فتح المظاريف ستكون بصورة شفافة وواضحة أمام الجميع ، ليؤكد المجلس أن ما قيل ويقال عن تحيز البعض من أعضائه انما هي أقوال يطلقها المفلسون بهدف الاساءة لأشخاص وليس انتقاد لأعمال .
وحينما جاء الموعد المحدد لفتح المظاريف أردت أن أرى ما يقال عن شفافية ستظهر أمام الجميع ، أهي حقيقة أم نسج من الخيال ، لكن التعرف على مثل هذه الأمور يستدعي تواجدي داخل قاعة فتح المظاريف ، وهذا غير ممكن فلست مطوفا بهذه المؤسسة ولا مسؤول بوزارة الحج والعمرة يمكنني الحضور ، ولم يكن أمامي من مصدر يؤكد صدق الأقوال ويخرس الأفواه سوى الالتقاء ببعض مطوفي المؤسسة ومتابعة عملية فتح المظاريف عبر النقل المباشر الذي تم بواسطة توتير ، فظهرت صور مقرونة بأقوال تؤكد أن عملية فتح المظاريف وترسيه العطاءات تمت بشفافية وأمام الجميع ، وليس هناك تحيز لهذا أو ذاك .
وما أكد صدق الأقوال ونفى الشائعات ، حصول من اختلفوا مع رئيس المجلس على حق امتياز ادارة المكاتب الأولى بالمؤسسة ، ولم نر أو نسمع عن اعتراض صدر من رئيس المجلس أو أي من أعضاء مجلس الادارة على ترسية العطاء لشخص بذاته لخلافه مع الرئيس ، فالخلاف في وجهات النظر لم يسع أي منهم لتحويله الى خلاف شخصي تنشأ عنه عداوة قد تؤدي للبعاد سنوات طوال .
وينبغي لمن يدعون العلم والادب والثقافة أن يسألوا أنفسهم أين ثقافة الاختلاف؟
” الثقافة التي تعني احترام كل وجهة نظر ورأي واختيار مخالف لآرائنا وأفكارنا وسماعه ومناقشته في أجواء يسود فيها الاحترام والهدوء وسعة الصدر، تحت شعار اختلاف الآراء والأذواق والأفكار في حد ذاته رحمة للأمة، ونعمة من نعم الله علينا، وبصيرة لا يفقهها إلا العقلاء، كذلك هو درجة من درجات التفكّر والتعقل، ولولا الاختلاف في أنماط التفكير وطرح الآراء لما تطور الإنسان ” .
وقد تكون الفرصة الآن أكثر من قبل ليؤكد مطوفو مؤسسة حجاج دول جنوب آسيا أن العمل في خدمة ضيوف الرحمن هو هدفهم وغايتهم ، وأن اختلافهم مع بعضهم البعض انما هو اختلاف في وجهات النظر لا خلاف كما صوره البعض ، وان كان ثمة خلاف لما وجدنا هذا هنا وذاك هناك ، ورصدنا كما يرصد الآخرون تنافر وبعاد .
وما أرجوه وأمله من رئيس وأعضاء مجلس ادارة المؤسسة ومطوفيها أن يسيروا بخطاهم نحو الهدف السمة وألا ينظروا لما يسعى الآخرون لرسمه ، فخدمة الحجيج شرف وأمانة ومسؤولية .
والشرف يزداد بالإبداع والاخلاص في العمل ، والأمانة سيسألون عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون ، والمسؤولية ملقاة على عاتقهم وهم أهل لها .
أحمد صالح حلبي