لا ينبغي على أي أحدٍ منا أن يعيش محبطا وقلقًا، فهذا حق أنفسنا علينا.. مهما كانت الدواعي والظروف
حاذر أن تسلم نفسك لمزلق وكمين عقدة الضحية، وترتكن لها فتزيد صعوباتك ثقلا وتعقيدا، وتمنع عقلك أن يفكر بصفاء للعثور على المخارج وإيجاد الحلول.
بل إن هناك أمرا في مسألة عقدة الضحية والتشكي فيها وحولها، إنك ستفقد كرامتك كفرد، وتظهر بنفس مهترئة ووضيعة أمام الآخرين.. وهذا، متى وعيته، فلا يمكن أن تقبله على نفسك.. أبدا.
أزور مرضى بنوعين. مريضٌ يشكو ويسأل دومًا: “لماذا أنا من أصبت بهذا المرض؟ ما هذا الحظ العاثر؟” حتى إن زواره مهما طمأنوه إلا أن رتمَ الغضب والتذمر لديه يزداد ويتضاعف. وهذا النوع من المرضى للأسف تنقصف أعمارهم سريعا، نتيجة للإحباط والسوداوية مما يؤثر مباشرة على الجهاز المناعي فتنهار مقاومته للمرض.
وأزور مرضى لا تغيب الابتسامة عن محياهم، ويغلب على سلوكهم المثابرة والمجالدة، وتزداد لمحاتُ المرح والرضا في محاوراتهم مع زوارهم. غالبًا ما تزداد مناعة هذا النوع من المرضى، وبعضهم بتقارير مدعمة من مستشفيات معتبرة عبر العالم. وبعضهم لما يأتي وقت الحق يسلمون الروح برضى وسكينة وسلام.
بدءًا من الآن، من هذا اليوم، ازرع الثقة بالأمل والتفاؤل في نفسك وخاطب ربَّك راضيًا مقتنعًا، بما أن اللهَ كله خير، فهو لن يقدر لك من وراء ظرفك الحالي إلا خيرًا، وسلم أمرك لخالقك.. ثم اعمل من أجل أن تُنْهِض نفسك من ظرفك الصعب أيّا كان، وأنت بكامل اطمئناك، وبكامل قوتك. وهنا تكون قد أوفيتَ نفسَك حقها.
نجيب عبدالرحمن الزامل