قرأت مقال أخي الأستاذ صالح بن جريبيع المعنون بـ (الباحة التي نتمنى) , وقد أثار نقاط غاية في الأهمية حيث ناقش التنمية في منطقة الباحة بتطلعات اقتصادية واعية ومصحوبة برؤية ثاقبة تهدف إلى إنعاش الاقتصاد من جانب وتحسين مستوى الخدمات من جانب آخر, اقدر للأستاذ صالح ذلك الطرح وله خالص التحية والتقدير , وما أملة هو أن تتضافر الجهود في أطروحاتنا لترتقى لتطلعات القيادة وفقها الله ,ورغبة مني في تقديم ما رايته مناسباً , ومن زاوية أخرى لعل في ذلك إيصال رسالة تخدم الإنسان والاقتصاد, ,وخصوصا بعد مجيءٍ ميمون للفارس الاقتصادي سمو الأمير حسام بن سعود للباحة فهو لاشك من الكفاءات الفاعلة وعقلية فذة وشخصية طموحة تدرك عوامل الاقتصاد والاستثمار ومارسته بدراية وحرفية طوال عقود مضت ,وهذه التراكمات والخبرة ستسهم بشكل مباشر في إنجاح أياً من مسارات التنمية المستهدفة في المنطقة , مع كل تقديرنا لسلفه سمو الأمير مشاري الذي أسهم هو الآخر بشكل مباشر في تنمية المنطقة خلال فترة عمله بالإمارة.
إن ما ترجوه وتتمناه القيادة السياسية ,هو تفعيل الاقتصاد الراكد أو الكامن وفق خطتي التحول والرؤية وفي المكان المناسب لكي تسير كل الخطط كما رسم لها , وما هو متاح في واقع منطقة الباحة أراه مناسبا تماما كعامل أساس في النهوض بالنمو الاقتصادي ,وما اعنيه بالنمو الاقتصادي هو توفير موارد ومعارف و بنظرة شمولية ومتنوعة لكل أوجه الحياة ,والذي ستكون عائداته حتما على الاقتصاد الوطني برمته, لاسيما وان خطة التحول الوطني مضت فيها العديد من الجهات الحكومية ,وتعمل عن كثب وبخطى متوثبة سعياً للوصول إلى الأهداف المنشودة للرؤية الوطنية ( 2030 ), فمن خلال قرأة أولية نجد أن منطقة الباحة تنطبق عليها خطة التحول على الأقل مبدئيا في الجوانب السياحية والترفيهية كموارد اقتصادية يمكن أن توطن لها رؤس الأموال للاستثمار المحلي, وبالتالي استقطاب السواح من الداخل والخارج , فإذا كانت خطة التحول هي تطوير الأداء للأجهزة الحكومية وكذا البحث عن بيئة مناسبة للتنميةٍ اقتصادية واعدة ومستدامة ,فان الوقوف على الراهن من قبل جهات الاختصاص في منطقة الباحة سيتبن لها حقيقة ذلك لان المنطقة تنسجم تماما من حيث المبدأ مع الخطة المنتهجه نحو التحول كمرحلة أولى يرصد فيها كل الأبعاد التنموية والاقتصادية التي تهدف إليها القيادة العليا, ومن ثم الانطلاق نحو الأهداف البعيدة التي نستشرف من خلالها آفاق المستقبل كهدف حقيقي نصل من خلاله إلى الرؤية الوطنية ,وعند ذلك سينبثق نواحي متعددة كاقتصادات واعده ومتعددة , وبالتالي سينعكس ذلك على الإنسان كهدف حقيقي ترمي إليه الرؤية ,الأمر الذي سيرتفع من خلاله الناتج المحلي سواء بزيادة الخدمات أو غيرها, وهذه التوجهات سيكون لها اثر مباشر مما سيحد من الهجرة إلى المدن الكبيرة كهدف منشود في الظرف الآني فضلا عن أنها ستكون في المستقبل القريب منطقة جذب سياحي رائدة مع ما يواليها من استقطاب لهجرة معاكسة نظرا لوجود الخدمات ومنافذ الشغل الجديدة.
إن ما تتمتع به الباحة كمنطقة مقتضبة تقع في قمم الجبال والتي هي اقرب إلى حياة الريف في جانب وتمتد على تخوم ساحل البحر الأحمر في الجانب الآخر, وهذا التنوع بحد ذاته عامل أساس للاستثمار في السياحة فالمد الجغرافي على ساحل البحر مع امتداده إلى الأعالي شرقا لا يزال بكر وتنخفض فيه درجات الحرارة في فصل الصيف نظرا لمحاذاته سلسلة جبال السروات وتعتدل في الشتاء وهذا يعد من العوامل الجوهرية للاستثمار والنمو الاقتصادي كون المناخ ملائم والجغرافيا هي الأخرى مناسبة, كل هذه العوامل كفيلة بالنهوض الاقتصادي وزيادة الإنتاج, ويبرر ذلك إن لمنطقة الباحة لها خصائص أخرى تمتاز بها عن سواها, ليس لان فيها معالم لا تزال راكزة في المكان موحية وتنبي عن الأبعاد الجمالية والحضارية للمنطقة, أو أن طبيعتها وأجوائها وتضاريسها سياحية بامتياز ,ولكن قربها من مكة المكرمة أعطاها بعدا دراماتيكي, فامتدادها الجغرافي باتجاه الساحل جعلها تمتاز عن غيرها ,فهي لا تبتعد عن البلد الحرام سوا مسافة قصيرة ويمكن من خلال هذا الاقتراب والتجاور الانتقال إليها في ظرف ساعة من الزمن دون عناء وبالتالي يمكن للسائح والزائر العودة إلى مكة حيث مقر إقامته وهذا لاشك سيتيح فرصة كبيرة لمن يفدون للعمرة من خارج البلاد, لاسيما أن الخطة الوطنية تستهدف 30 مليون معتمر كل عام حسب تطلعات الرؤية ,وهذا لاشك رقم كبير ويحتاج إلى تهيئة ليس في السكن فقط, وإنما في منافع أخرى كسهولة الحركة من والى الأسواق لان المعتمر قد يحجم عن أي شيء آخر حال وجود اكتظاظ في الحركة والسير ,وهذا من شانه يحد من القدرة الشرائية والتبضع ويقلص جانب اقتصادي هام سيكون له عائدات مالية كبيرة ,إذا آخذنا بعين الاعتبار عوامل كثيرة بداء بحجم الاستيراد لتلبية متطلبات كل معتمر وكذلك نقل تلك البضائع من والى الأسواق, ومن ثم شحنها مع المستهلك الأخير كونه يرى وجوده في مكة فرصة لشراء ما يمكن شراءه من الهدايا والمستلزمات كذكرى جميلة يصطحبها معه إلى بلده , كل هذا ومع وجود كثافات سكانية كبيرة في مكة من شانها بطء الحركة التجارية وفي الغالب الأعم تعثرها تماما , فإذا وجدت الخدمات والطرق السريعة من إلى الباحة عن طريق الساحل ووسائل نقل بديلة فان أعدادا كبيرة من سكان مكة سيفدون إلى الباحة لاسيما في فصل الصيف مما سيتيح للقادمين من الخارج يسر وسهولة في الحركة والتنقل وخصوصا أن المملكة تتوافق مع التوقيت العالمي في إجازات الصيف, وهو الفترة التي تشكل الذروة, فإذا ما استهدفت منطقة الباحة للسياحة وبشكل امثل فإنها سوف تحقق رقما قياسيا ليس في العائدات المادية فحسب وإنما في تنمية مستدامة وستفتح منافذ شغل جديدة واقتصادات واعده على المدى المتوسط والطويل فموقعها الجغرافي يضعها في أولوية اقتصادية رائعة ومثمرة وفي وقت وجيز.
واحسب أن هذا التوجه لمشروع اقتصادي وطني يؤسس لحالة عميقة من النماء والتقدم في الاتجاهات المختلفة ويتولد عن ذلك مشاريع تنموية أخرى تأتي مواكبة للمشروع الأول (السياحة والترفيه), عند ذلك سوف تتوسع دائرة البنية التحتية للخدمات والمرافق الأمر الذي سيتطلب معه كضرورة لازمه نزع الملكيات وسيأتي بعد ذلك تباعا رفع سقف المرافق الإدارية وفتح فروع للوزارات حسب الاحتياج في كل محافظة بعد الرفع لبعض المركز إلى فئة محافظة للقيام بدورها الوطني تجاه التنمية مما سيحقق سير الإعمال بشكل امثل يتواكب وتطلعات الرؤية الوطنية ,واجزم أن هذا لن يتم إلا بجهود الدولة ودعمها المادي والسخي لتتحول تلك المشاريع الى ناتج محلي يضاف إلى الرصيد الوطني وتحقق من خلاله الأهداف المرجوة وفي كل الاتجاهات المختلفة وعلى كافة الصعد. والى لقاء
عوضه بن علي الدوسي
ماجستير في الأدب والنقد
1
طرح وتعقيب جميلين والباحة تستحق من اميرها المحبوب حسام بن سعود مزيد من العطاء والمتابعة فهي لا تزال اي منطقة الباحة تفتقر لكثير من الخدمات اما انه قصور من بعض المصالح الحكومية في عدم ايصال متطلبات المنطقة من خدمات لسمو امير المنطقة وتقاعس منها او انه تجاهل لمنطقتهم كما اننا نتطلع الى دور افضل من فبل مشايخ القبائل ومجالس البلديات والمجالس المحلية التي ينبغي لها ان تلعب دور مؤثر دون ان تستسلم لمن يؤثر عليها
سلمت بنانك ابا عبدالملك