في كل يوم يبرز تأكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أن تنفيذ رؤية المملكة 2030 تتم وفقا لمتطلبات الوقت والحاجة والبحث عن بدائل عن النفط ، والعمل على بناء الانسان بناء فكريا وجسديا .
وبالأمس كان لسموه لقاء عبر قناة mbc وبث بالتزامن مع القناة السعودية الأولى فجذب الأسماع قبل الأنظار لما حمله من ايضاحات وتفسير للكثير من القضايا التي كان يجهلها المواطنون .
وان كان حديث سموه انصب حول رؤية 2030 فلم يخلو من توجيه رسائل قوية لكل من يسعى لإفساد حياة المواطنين وبدأ ذلك واضحا في قول سموه ان ” خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – أحدث تغييرات في أول يوم تولى فيه الحكم، استشعاراً منه لأهمية دور هيئة الفساد، وأيضاً عدم رضاه عن الدور الذي تقوم به هيئة الفساد، إذا لم تكن مكافحة الفساد على رأس السلطة معنى ذلك أنه لا يوجد لديك مكافحة فساد ولن تنجح مهما عملت، أنا أؤكد لك بأنه لن ينجوا أي شخص دخل في قضية فساد سواءً وزيراً أو أميراً أو أياً كان، أي أحد تتوفر ضده الأدلة الكافية سيحاسب ”
وهنا نتوقف لنستقرئ بعض ما حملته هذه الكلمات ومنها ” أنا أؤكد لك بأنه لن ينجوا أي شخص دخل في قضية فساد سواءً وزيراً أو أميراً أو أياً كان، أي أحد تتوفر ضده الأدلة الكافية سيحاسب ” ، وهذا يعطي دلالة على أن هيئة مكافحة الفساد باتت اليوم أكثر قوة وصلابة وتحمل صلاحيات وامكانيات أكثر من ذي قبل ، لكنها لن تؤدي دورها مالم يكن للمواطن وجود في هذا الدور ، وهو ما أكد عليه سموه بقوله ” يستطيع أي مواطن سعودي تقع في يده أي وثائق فساد أو معلومات يربطها بشكل أو آخر ويعتقد أن هناك فساداً تقديمها للجهات المختصة على رأسها هيئة مكافحة الفساد، ويجب أن يثق أن الجهات المختصة تقوم بدورها ”
وان كان الفساد تعدد وتنوع وتطور مع ايقاعات العصر ولم يعد معتمدا على مشاريع متدنية التنفيذ أو تأمين أدوات تالفه أو مواد غذائية منتهية الصلاحية ، فان هناك فساد آخر ظهر وبات يعتمد على تعيين الأصدقاء تارة بوظائف مساعدين وتارة أخرى بوظائف مستشارين !
وهنا نسأل عن دور هيئة الرقابة والتحقيق وديوان المراقبة العامة أين هما وكيف يسمحا بصرف مرتبات مساعد غير متفرغ ، وموظف متقاعد عين مستشارا وبات يتقاضى مئات الآف من الريالات ؟
فان كانت مرتباتهما تدفع من قبل شركة تنفذ مشروعا فهذا يعني ان هناك رشوة تقدم ولكن بصورة مغلفة بطريقة نظامية .
وعلى المواطنين اليوم عب تحمل المسؤولية ونقل صور الفساد للهيئة حتى وان كان الفساد متمثلا في استغلال الابن لمنصب والده ، ودخوله لمنشآت باسم والده والزام تلك المنشآت بإقامة حفل عشاء خاص به يتوافق وذوقه الخاص ، والتعاقد مع شركته وفقا لما يرغب ، وهنا نقول يا ابن معاليه لا تتعجل وترقب فان الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد موجودة .
أحمد صالح حلبي