قبل أيام مضت جمعني لقاء بنخبةٍ من الأخوة الإعلاميين والمثقفين الأتراك القادمين لأداء مناسك العمرة، البعض منهم سبق وأن أدى مناسك الحج وآخرون يزورون المملكة لأول مرة، وكان حديثهم مليئًا بالشكر والتقدير للجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ لخدمة قاصدي البيت الحرام ومسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم من معتمرين وحجاج وزوار، ومثل هذه الكلمات التي جاءت بشكل عفوي، وإن كانت تشكل مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن يفخر بالانتماء لهذه الأرض المباركة، فإنها تجعلنا مطالبين ببذل المزيد من الجهد خاصة وأنها جاءت بشكل عفوي دون ترتيب مسبق أو بمناسبة خاصة.
وما سجله هؤلاء الأخوة من ملاحظة حول عدم توفر مياه زمزم بمقار سكن المعتمرين على غرار ما هو متبع في موسم الحج، أوقفتني حائرًا أمامها غير قادر على الإجابة أو التعليق، فملاحظتهم سبق وأن طرحت أكثر من مرة ولم نجد تعليقًا أو إجابة كاملة شاملة أو مقنعة لها، وأذكر أنه خلال زيارة وكيل وزارة الحج والعمرة ولقاءاته بمنسوبي مكتب الزمازمة الموحد، قبل انتخابات أعضاء مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوافة، طرح سؤال حول مدى إمكانية إفساح المجال لمكتب الزمازمة الموحد لتقديم خدماته للمعتمرين ؟، فكانت الإجابة بأن هناك دراسة حول هذا الموضوع.
ولا نعرف متى نخرج من محاور الدراسات والإجراءات الروتينية العقيمة، وهنا أوجه سؤالي لوزارة الحج والعمرة، متسائلًا ما الذي يمنع المكتب من تقديم خدماته للمعتمرين ؟
وتأمين ماء زمزم للمعتمرين بمقار سكنهم ليس بالأمر الصعب، فإن كنا نتحدث عن رؤية 2030 وأهدافها المتضمنة الارتقاء بالخدمات، فعلينا العمل على كسر الروتين العقيم، والعمل على توظيف الخبرات والاستفادة منها، فالمعتمرون كالحجاج الكثير منهم يأتون لأداء فريضة العمرة لأول مرة وهدفهم التمتع بشرب ماء زمزم طوال فترة تواجدهم بمكة المكرمة، وإفساح المجال للمكتب لعقد اتفاقيات مع الفنادق والوحدات السكنية تتضمن توفير ماء زمزم للمعتمرين، خطوة تعمل على الارتقاء بالخدمات ودفع عجلة التطوير، خاصة وأن المكتب يمتلك مصنعًا للتعبئة يتوافق والمعايير والمواصفات الدولية، فضلا عن امتلاكه للتجهيزات الأساسية والخبرات الجيدة في مجال توزيع ماء زمزم، وهو ما يعني قدرته على الوفاء بواجباته بتوفير ماء زمزم للمعتمرين بمقار سكنهم.
فمتى نرى مكتب الزمازمة الموحد يتولى خدمة المعتمرين ؟!.
أحمد صالح حلبي