لأننا بشر (٥)
كل فردٍ على الأرض لا يعيش فقط لمجرد العيش، إن الله لم يخلق البشر ليعيشوا، بل ليحيوا.. وفي العيش استسلام الطبع الغريزي بلا صيَغ العقل، فلا تصنع شيئًا في الحياة، ولا تصنع شيئًا لنفسك. أما من يحيَون فهم لا بد عاملون شيئا من أجل تغيير في الحياة، أو تطويرٍ، أو تبديلٍ، إنهم في حركة والحياة الحقيقية بحرٌ بأمواج.. فإنك إما تصنع موجة كبيرة فتعبر الضفاف، أو تصنع موجة صغيرة فتكون هي من مكونات الموجة الكبرى.
وبينما يقول لنا علم الميكانيكا – الحركة – إن الأجسام ثابتة حتى تدفعها قوة فتتحرك للأمام. فإن حافز الحركة التغييرية البشرية هي الإلهام. الإلهام طاقة خفية تأخذ بمجامع حياتنا وتقودنا من غير أن ندري، أو ندري، ونحن برضى وسعادة كاملين.. أي أنها تعطيك الحركة كي تتحرّك للعمل.. وتتمتع في أثناء ذلك. الإلهام يأتي من حب الناس، فإديسون أحب الناس بأكواخهم والظلام يغمرهم فألهموه المصباح الكهربائي، و”باستور” رأف لحال مرضى معقورين بعضات الكلاب والحيوانات السائبة فألهموه للانكباب على تحصينٍ ضد المرض، ومقاتلو الحرية يبذلون حياتهم حبًا لإطلاق الناس من أصفاد العبودية والسيطرة الغاشمة. وقبلهم الأنبياء الذين بأمر الله أدّوا رسالاتِهم حُبًّا للعالمين.
ألهم نفسك قدر ما تستطيع، اقرأ كتابًا لشخصٍ يلهمك، تابع شخصًا له أعمال تُلهمك، اجلسْ مع أصدقاءٍ متحمسين للإلهام.. واليوم تكون باحثًا عن الإلهام، وغدًا تكون مصدرًا له!
نجيب الزامل
1
نورت الصحيفة أستاذ نجيب..
لا فض فوك..