عوضه الدوسي

حركة السير في العاصمة المقدسة

مع مطلع هذا الشهر الكريم تواصلت مع الأستاذ عبدالله بن أحمد الزهراني، رئيس تحرير صحيفة مكة الإلكترونية، وبعد التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك دار حديث جانبي أثلج صدري وسررت منه كثيرا؛ حيث قال ما نصه: أن رسالة الصحيفة هو إبراز جهور رجال الأمن، إلى جانب نقل الملاحظات أيًا كانت وبشكل واع ورشيد وبكل أمانة، بهدف تحقيق النفع والفائدة، انتهى حديثه.
وقد وجدت نفسي بعد هذا الحديث الوطني الماتع في حرج تام بين الكتابة عنه أو الإحجام، وبعد تردد لأيام رأيت أنه من منطلق الأمانة الإعلامية الكتابة عن هذا الموضوع،
إن هذا التفاعل لهموم الوطن وبهذه الكيفية والحيوية وبجهود فردية الأمر الذي قد يواجه فيها أي شخص الكثير من العناء والجهد، ولا يرجى منها سواء خدمة هذا الوطن المعطاء فإن ذلك لا يعكس الروح الإعلامية فحسب بل أراه متعدا إلى هموم الوطن وحاجات المجتمع والناس، وهنا تتجلى المواطنة الحقيقية، وأنا أدرك تماما أن كل أبناء هذا الوطن على هذه الشاكلة والخير باق في الأمة، وهذا لاشك يعكس قيمة أخلاقية ومعرفية وسلوكا حضاريا راقيا يجب أن تجدر الإشارة إليه والوقوف عليه، ومن جانبنا لأخي عبدالله كل التحية والتقدير، فكم كان كبيرا وكم علينا أن نغتبط بأمثاله.
ولهذا فإن العاصمة المقدسة في شهر رمضان المبارك يفد إليها أعدادا كبيرة، بل أفواجا من الناس من داخل المملكة وخارجها لأداء مناسك العمرة، وكذلك أداء فروض الصلوات طوال هذا الشهر الكريم، إذ لا يخفى على الجميع أن مكة تتوسط محافظتي جدة والطائف، وغالبا ما يسافر إليها الناس لأداء صلاتي العشاء والتراويح؛ فضلا عن بقية الفروض الأخرى وهذا التنقل يتطلب أن تصل كل الجموع في وقت واحد وإن تفاوت بشيء يسير، وكذلك يخرج الجموع في وقت واحد. وهذا لاشك يحتاج إلى سلاسة في حركة السير، الأمر الذي يتطلب قدرة وتحمل وعمل دؤوب ومستمر، وكفاءات تعمل في الميدان طوال الأربع والعشرين ساعة من رجال الأمن لاسيما داخل العاصمة المقدسة وبجوار البيت الحرام، وتلك الجهات تعمل لفترات طويلة من رجال الأمن ولا يخفي على الجميع أن العمل في أجواء كأجواء مكة -حرسها الله- شاق جدا حيث ترتفع درجات الحرارة إلى جانب اكتظاظ حركة السير، وتجاور السيارات إلى جوار بعضها البعض في الطرقات يزيد من درجات الحرارة؛ ولذلك من الواجب الوطني والأخلاقي إبراز تلك الجهود من خلال التغطيات الإعلامية سواء في الميدان أو التطرق إليها من خلال الكتابة، ولعلي أجدها فرصة لدعوة الإعلاميين لبناء مجتمع نخبوي يسهم بشكل أمثل في عملية المرور وحركة السير إلى جانب الإرشاد والتوعية من خلال وسائلهم الإعلامية؛ وخصوصا الصحف الإلكترونية، ونشر الرابط من خلال الوسائط الإلكترونية؛لتصل الرسالة إلى قائدي المركبات أملآ في الحد من تعثر الحركة والحوادث وحتى المخالفات المرورية كالسرعة والوقوف المخالف والتجاوز الممنوع، وكذا احترام الإشارات الضوئية وأفضلية المرور وغيرها مما سيسهم في سلاسة الحركة وانسيابية السير كسلوك حضاري يجب أن يعاش ويعايش في الواقع اليومي.

عوضه بن علي الدوسي

ماجستير في الأدب في النقد

Related Articles

3 Comments

  1. استاذ عوضه يعطيك العافيه على ماكتبت
    تسجيل دخول وبصمة اعجاب شكرا لقلمك المميز ابا عبدالملك

  2. اخي الفاضل بدر اسعدني مرورك وهذا ليس بغريب منك وملاحظتك اراها اصابت كبد الحقيقة ولكن لايخفى عليكم ان هناك عشرات المشاريع لهذا الهدف ومكه تحظي بعناية خاصة وهي مستهدفة اكثر من غيرها انطلاقا من مبادئ التحول والرؤيه
    طاب يومك ولك سابغ مودتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button