العيادة البيئية الشاملة
مضى الأسبوع الأول من رمضان -تقبل الله- الصيام والقيام، في هذا المقال سوف نتكلم عن أنواع التلوث خلال اليوم من رمضان؛ حيث نجد أن التلوث ينقسم إلى قسمين تلوث داخل المنزل وتلوث خارج المنزل، وهنا يتبادر سوْال مهم ما هي الأوقات التي يكون التلوث الداخلي أو الخارجي في ذروته؟ نبدأ الحديث أولا عن التلوث الداخلي، نجد أن فترة الصباح تكون فترة هادئة جدا؛ حيث إن معظم أفراد الأسرة تكون نائمة بالتالي ليس هناك أي نشاط يذكر إلا نشاط واحد ألا وهو المكيفات سواء مكيفات الشباك أو الأسبليت أو المركزي. نجد أن مكيفات الشباك الأسوأ على الإطلاق مهما كان نوعها، فهي تزيد من حرارة الجو، وتسهم في تلوث البيئة، وتعتبر مرتعا للقوارض والحشرات. كما أنها توجه سموم هوائها البارد إلى الجالس أمامها، تقلص عضلاته، وتيبس مفاصله، وتؤذي جهازه التنفسي؛ إضافة إلى استهلاك الكهرباء خاصة الأنواع الرديئة؛ حيث تفرغ جيوب المستخدم بقيمة فاتورة الكهرباء المرتفعة. أما المكيفات الأسبليت فمشكلتها الرئيسيّة في تنظيف الفلاتر، كذلك الحال بالنسبة للمكيفات المركزية، والأهم التنظيف الدوري لمجاري الهواء حيث إنه أماكن مناسبة جدا لنمو البكتريا والفطريات، وتكون بيئات مختلفة منها مما يحدث صدور روائح كريهة قد تسبب أمراض نجهل سبب مصادرها، وتكون مجاري التكييف هي السبب وهذا ليس فقط في رمضان إنما في أي وقت.
وهنا الحرص الشديد على نظافة المكيفات من حين لآخر داخليا وخارجيا، وكذلك غسل أو تغير الفلاتر سواء لمكيفات الشباك أو الأخرى، والحرص على تنظيف وتعقيم مجاري الهواء بالنسبة للمكيفات المركزية، ويأتي وقت بعد صلاة العصر وهنا تلوث آخر ومهم جدا تتاثر بهذا التلوث بشكل خاص ربة المنزل أو الذين يدخلون المطبخ في إعداد وجبات الإفطار حيث إن المطبخ يعتبر مصدرا لكل أنواع التلوث من كيميائي الناتج من مواد التنظيف أو الكثيرات يقمن بعملية تبخير الكأسات وقوارير الماء الزجاجية ببخور المستكة أو إعداد فحم لبخور العودة أو المعسل أو الشيشة لبعد الإفطار، والتي تتصاعد منها جميعا الغاز القاتل الصامت أول أكسيد الكربون أو مواد غازية أخرى من جراء تصاعده بعملية التبخير؛ حيث إن حرق المستكة أو أي مادة تستخدم للتبخر تتصاعد مواد كيميائية مؤكسدة قد تكون خطرة سامة أو مسرطنة؛ فتؤثر على الجهاز التنفسي بشكل مباشر ناهيك عن دخان السجائر والشيشة والمعسل فالكثير عند سماع الأذان يأخذ حبة التمرة، وكوب الماء تليه مباشرة حبة السيجارة وهو على سفرة الطعام دون مراعاة لبقية أفراد الأسرة، الزوجة، والأبناء وتأثرهم الضار بالتدخين السلبي الذي هو أشد ضررا من الذي يدخن مباشرة، وهذا ما أثبتته الدراسات فما ذنب الأطفال الصغار الذين من حولك فلا يكفي أن تهلك صحتك ومالك فأنت أيضا بهذا العمل تهلك من حولك. وفِي الأخير أنت من يخسر خاصة لو أصيب أحد الأبناء -لا قدر الله- بمرض من الأمراض التي تسببه دخان السجائر المُهلك، فأنت من سوف يصرف لعلاجه فشهر رمضان فرصة لترك هذا البلاء ،،، كم أن المطبخ كما ذكرنا مصدرا يجمع الكثير من مختلف أنواع التلوث فعلى سبيل المثال حجم المطبخ مهم. فكلما كان صغير زادت خطورة التلوث وتركيز التلوث إذا لم يكن هناك التهوية الجيدة أو مراوح الشفط المناسبة؛ حيث نجد أن بعض الأسر يفضل رخيص الثمن وصغير الحجم والذي لا يشفط حتى دخان سيجارة، فالذي يحدث أن تتركز معظم الأبخرة والدخان المتصاعد أثناء الطبخ وتتأثر به كل ما بداخل المطبخ، أو حتى الشقة بكاملها أصبحت تعاني من التلوث الهوائي، إضافة إلى الأنواع الأخرى من التلوث داخل المطبخ فقط فلو استرسلنا في تفنيدها لاحتجنا إلى مؤلفات في هذا الجانب حيث يوجد التلوث بالنفايات من القمامة المنزلية، والذي ذكرنا في مقالنا السابق بأن لا تترك لليوم الثاني فلابد من التخلص منها يوميا أي لا تنام داخل المنزل، تخلص منها وأنت ذاهب لصلاة التراويح أو لصلاة الفجر حتى لا نصاب بالتلوث البكتيري والفطريات والميكروبات. وهناك التلوث السمعي من كثرة الأجهزة وتشغيلها في وقت واحد من خلاطات وثلاجات وأجهزة كهربائية متعددة تستخدم وقت إعداد طعام الإفطار . وأيضا التلوث الكيميائي وذلك البخور سواء التهوية عامة استخدام المبيدات الحشرية والمنظفات بإسراف بين العصر والمغرب وغيرها من التلوثات التي لا حصر لها؛ لهذا حذرت منظمة الصحة العالمية أن التلوث الداخلي أشد فتكا وضررل من التلوث الخارجي لأن التلوث الخارجي يحكمه النظام من جزاءات وغرامات و تشريع دولة، لكن النظام الداخلي من يحكمه غيرك انت يا رب الأسرة أو ربة الأسرة فأنت النظام إن اهملت في تطبيقه نلت غرامة عدم الوعي والثقيف البيئي الصحي، فهل نحن منهون؟ وإلى مقالنا القادم -بإذن الله- الذي سنتناول التلوث الخارجي في رمضان.
د. كتور فهد عبدالكريم علي تركستاني
استاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى