عبدالله احمد الزهراني

العفو يالجنة الظواهر السلبية

استغاثة أم فهد ..

شهر رمضان ليس كباقي الشهور، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، شهر مبارك يتسابق فيه الناس إلى الخيرات، دأبت فيه حكومتنا الرشيدة على العفو وإطلاق سراح سجناء الحق العام تنفيذا للأمر الملكي الخاص بالعفو عنهم وهذا ما يميز حكومة المملكة العربية السعودية عن غيرها، فهي مملكة الإنسانية ولا غرابة في ذلك فحُكّامها دستورهم الكتاب والسنة.
ونحن في مكة المكرمة نشاهد هذه الأيام جموع المسلمين يتوافدون على بيت الله الحرام طالبين الرحمة، وراجين المغفرة متأملين من الرب الرحيم أن يعتق رقابهم من النار.
وفي هذا الشهر المبارك تقوم حكومة خادم الحرمين الشريفين بأعمال مضاعفة من أجل راحة المعتمرين وزوار بيت الله الحرام، فالجميع تهيأ لاستقبالهم وتقديم الخدمة لهم راجين الأجر والثواب من الكريم التواب، وسط اجواء روحانية لا تجدها إلا في العاصمة المقدسة، وذلك بإشراف ومتابعة من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل الذي يواصل الليل بالنهار ساهرا على راحة عمّار البيت العتيق وزائريه الذين يتوافدون إليه من كل فج عميق.

غير أن ما يعكر صفو هذه الأيام الفضيلة المباركة على حد قول (أم فهد) هو ما تقوم به لجنة مكافحة الظواهر السلبية التي نقدر عملها ونحترم رجالها من توقيف وسجن الشباب السعودي الذين (يترزقون الله) ويشهدوا منافع لهم بجوار بيته الكريم.

فقد تلقيت اتصالًا من أرملة سعودية تُدعى (أم فهد) تقول : “بأن ابنها من ضحايا البطالة وأصبح (عاطلاً) ولم يجد وظيفة تسد رمقه، فاضطر للنزول للميدان ليبيع الملابس من أجل أن يصرف عليها وعلى نفسه صابراً على حرارة الجو في مكة المكرمة رغم مرضه بداء السُكري الذي كثيرًا ما يغمى عليه بسبب ارتفاعه، وذلك من أجل أن يعف نفسه عن سؤال الناس، ويساعدها في شراء مستلزمات العيد كون شهر رمضان هو شهر الجود والنفحات والبركات.

ثم طلبت مني إيصال صوتها للأمير الذي رفع شعار (بناء الإنسان) في أقدس مكان بأن يعفو عن ابنها ويلتمس له العذر، فليس لها دخل سوى راتب والدهم الذي توفى بعد أن خدم الوطن في قطاع الأمن العام لمدة ثلاثة عقود.
وقالت: “ولدي لم يرتكب جريمة تخل بالشرف أو بالأمن ولم يقاوم رجال الأمن حتى يسجن لمدة (15) يومًا في شهر يعتق الله فيه الرقاب من النيران، وتقول : عُرف عن سموه دعمه للشباب وحثهم على العمل ، وكما يعلم سموه بأن الميدان هو من صنع العظماء ومنهم تجار الوطن الذين كانت بدايتهم من الميدان. مذكّرة سموه بوصية الوالد القائد الملك سلمان بن عبدالعزيز عند لقائه بأمراء المناطق أول أمس “بتقوى الله عز وجل والاهتمام بمصالح المواطنين والمقيمين ومتابعة أحوالهم وتلمس احتياجاتهم”.
انتهى حديثها.

بالنسبة لي كنت أتمنى من لجنة مكافحة الظواهر السلبية المؤقرة ، تطبيق نظام السجن بحق المتلاعبين والمستهترين بأرواح الناس الذين يبيعون المواد الفاسدة والمنتهية الصلاحية والغير صالحة للاستخدام الأدمي فهم أحق بالسجن، وأتمنى من سمو الأمير خالد الفيصل، بحكم مسؤوليته عن منطقة مكة المكرمة التي يفد إليها الحجاج والمعتمرون والزوار، التنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية في تطبيق نظام لجنة مكافحة الظواهر السلبية بحق أصحاب المطاعم والمحلات التي تمارس الغش ، بحق المواطن والمقيم والحاج والمعتمر. فالبلديات صادرت وأتلفت العديد من المواد الغذائية واللحوم والأسماك ولم يتم محاسبة تلك المطاعم والمحلات سوى بالغرامة وإغلاق المحل، ومن ثم تعود لممارسة النشاط من جديد بعد سداد المخالفة، فلماذا لا يُشهّر بهم على أقل تقدير وسجن من يثبت تلاعبه واستهتاره بأرواح المسلمين.

ختاما

يعتبر الأمير خالد الفيصل الأمير والمستشار والفنان والشاعر داعم لشباب الوطن وكثيرًا ما قرأنا وسمعنا تصريحات سموه نحو الشباب، وسبق وأن قال في لقاء حواري مفتوح معهم في جامعة الطائف، “أنا وكل المسؤولين في الدولة نعمل لأجل الشباب” .

ومن هذا المنطلق آمل من سموه الكريم في هذا الشهر الفضيل، أن يعفو عن شباب الوطن الذين تم القبض عليهم من لجنة مكافحة الظواهر السلبية بمكة المكرمة، والإكتفاء بالمدة التي قضوها ، فنحن مع تطبيق النظام أياً كان ولكن العفو عند المقدرة .

Related Articles

9 Comments

  1. شاب سعودي يبحث عن مصدر رزق له ولأمه..
    ماالسبيل يامكتب العمل..ياكل الدوائر الحكومية المسؤولية؟

  2. خير ما قلت ، لافض فوك استاذي عبدالله.
    فمستشار الملك خالد الفيصل بإذن الله سيكون عادلاً فهذا الأمر كعادة ولاة أمرنا

  3. كان الله في عونها ونضم اصواتنا لصوت ام فهد وكلنا امل في اميرنا المحبوب خالد الفيصل بالاستجابه لنداءها وتفريج كربها

  4. لا حول ولا قوة الا بالله!!
    دائما تكمن مشاكلنا في عملية سير مراقبة أداء نظام الجهات الحكومية كافة وتخبطها مع المواطنين من قصور وتقاعس!!

  5. نطالب نحن سكان مكة المكرمة من امارة مكة المكرمة بادارة الوظائف المؤقته لتوظيف الشباب الذين ليس لهم واسطات فقط وتنحل مشكلة الظواهر السلبية

  6. ليته يتم تغيير مسمى اللجنة إلى (لجنة معالجة الظواهر السلبية) لتحركت مسؤليتهم الوطنية في اتجاه يدعم هذا الشاب بفتح أي بابٍ للأمل نحو حياةٍ كريمة بدﻻ من سجنه الذي قد يعقبه عيدٌ بلا فرحة لخسارته حُرّ رأسماله وبضاعته ..
    علمًا بأني مع تطبيق النظام لكن مع الرحمة فيه ..
    شكرًا أستاذنا الفاضل على تلبية طلب أم فهد أعانها وابنها الكريم المتعال ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button