للبحث عن ما هو الجديد ؟! فتح لنا برنامج الـ واتس آب نافذته في عام 2009 فاجتمعت على طاولته الثقافات و شعوبها ترفع صوت الرفض حينًا و تخفض جناح القبول حينًا آخر..فعندما رفع المحاربون سلاح القوة للإطاحة به فتحت له شعوبنا أحضان الأمان ..
فتجذر حبه بالقلوب حينما قدّم خدماته [ المجانية ] لمحاربة الرسائل النصية الـ sms التي استنزفت جيوب عملائها ..
فبات الـ WhatsApp و نَحْنُ في عام 2017 من أقوى و أشهر البرامج المستخدمة للتواصل في العالم ..
و نَحْنُ كجزء من العالم شاركنا و بقوة في توطين ثقافة هذا البرنامج داخل البيت السعودي حتى أمسى شغف التواصل به إدمانًا ..فظهرت أعراض آثاره السلبية على الأسرة و كذلك المجتمع ..ففي حين أنه خدمة سهّلت علينا الوصول للبعيد إلا أنه في نفس الوقت نقمة أبعد عنّا القريب .. لأنه خلق جوّا أسريا توحديًّا انقطعت فيه لغة التواصل الأُسَري داخل البيت الواحد و تغيّرت معه أساليب المعاملة و أحدث شرخًا كبيرا في جدار العواطف..و انتزع الوقت من بين يدي الراحة ..
وكان لخاصية منح الأفراد صلاحية تكوين مجموعات ” قروب ” قفزة نوعية لتغيير نمط التواصل بطريقة مختلفة يضاف فيها عددٌ كبيرٌ من الأفراد فتتكون مجموعات لها مسميات متناسقة مع ارتباط العام لأفراد هذا التجمُّع و متوافقة مع فكر و رؤية صاحبها الذي يعتلي المنصة ” مشرفًا ” و الواقع فرض نفسه على أن يكون الفرد منخرطًا بهذه الثقافة لكيلا ينعزل عن الأسرة أو الزملاء أو الأصدقاء .. فيجهل ما يدور بمحيطه و مجتمعه… فيخرج بهذه العزلة من نطاق الاندماج و المشاركة و يغيب عن ساحة الأحداث ..
إلا أن خروج كثير من هذه المجموعات عن إطار التواصل الهادف كسر جسور الإلتقاء و فتح جروح الضغينة و هتك ستر الخصوصية .. و فاحت من ثناياه رائحة العنصرية و التعصب و النعرات القبيلة .. و على إثر ذلك نشأت انقسامات و مشاحنات ومشادات أدت إلى تأثر العلاقات فينقطع التواصل بـآخر رسالة تظهر على شاشات الأعضاء عنوانها | غادر المجموعة |
أما عندما تنعدم المسؤولية و يضعف الوعي و تضمحل الثقافة الدينية و الاجتماعية يسقط فكر كثير من تلك المجموعات في مستنقع الشر ..وفيها تنغمس عقول بعض أبنائنا في وحل الفساد و التغرير ..
و من هذا وذاك لازلنا بحاجة إلى إعادة فهمنا لثقافة التواصل الاجتماعي عبر هذه النوافذ لنجعل الكلمة الطيبة منهجًا للمشاركة و نفتح بالمعاملة الحسنة بوابةً للتقدير و الإحترام و أن لا نحمل بين يدي تواصلنا ما يروّج له الأعداء من صور دنيئة و مقاطع خبيثة ظاهرها يتزين بالجمال و القبح في باطنها يختبئ .. و أن ننأى بما نكتب عن الجدال المنبوذ و النقاش السقيم و حينها نخلق بفكرنا و ثقافتنا و رقيّنا بيئة جاذبة للتواصل
فما أجمل أن نخصص لبرامج تواصلنا وقتًا محددًا حتى لا تلهينا عن تواصلنا مع خالقنا و مع من له حقٌ علينا ..و نبني علاقات تواصنا على مبادئ التربية الدينية :” المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده “.