المقالات

تلوث مع سفرة الإفطار وبعد المغرب (٣-٤)

 العيادة البيئية الشاملة 

نصائح رمضانية بيئية

ذكرنا في مقالنا السابق عن التلوث عن قبل المغرب الإفطار في هذا المقال سنتطرق إلى التلوث على مائدة الإفطار وبعد الافطار، كثير من العوائل يبدأ في تجهيز سفرة الإفطار بفترة، وتضع ربة الأسرة الأكلات الأساسية مثل التمر بكل أنواعه، الصحون الفارغة والأشواك والملاعق، والكأسات وأهم ما في الموضوع هو التمر، الكثير ينسى أن يغطي طبق التمر، وبحكم أن التمر في الغالب ملمسه لزج؛ فبالتالي نجد أن معظم العوالق التي في الغرفة يلتصق على سطح التمر.
نشاهد في أغلب المساجد فرش سفر الإفطار بالقرب من الشارع بجوار المسجد، شيء جميل جدا حيث التلاحم الاجتماعي على سفرة الإفطار يشارك فيه بعض أبناء الحي مع العاملين؛ خاصة عمال النظافة، ولكن هل فكرنا مدى كمية التلوث ناجمة من أول مصدر وهو عوادم السيارات المارة، وثانيا إذا كان الجو مغيرا أو وجود لرياح ونجد أنه قبل المغرب بعشر دقائق يتم تجهيز هذه السفر؛ فهل نذهب أجر المشاركة بأجر إفطار صائم بإفطار الصائمين بطعام ملوث؟ لماذا لما يتم فرش وتجهيز هذه السفر داخل المسجد في آخر المسجد، ويتم تنظيفه على الفور بعد الانتهاء من الإفطار، ومشاركة الجميع بتنظيف السفر أولا بأول أو إيجاد مكان. فإذا كان الإصرار على فرش السفر خارج المسجد حبَّذا لو اختير المكان ليكون بعيدا قدر المستطاع من عوادم السيارات، وكذلك اختيار مكان يمنع الرياح أو الهواء الذي يحمل الملايين من العوالق الجوية تلتصق بلا شك في الغذاء المفروش على سفرة الإفطار .
نعود إلى داخل المنزل يجب الحرص الشديد على غسل اليدين قبل البدء بالإفطار، وهنا الكثير ينسى هذا العمل المهم حيث إنك في الغالب لا يتم غسل اليدين إلا من خلال الوضوء لصلاة العصر، وبعدها تذكر ماذا عملت قد يكون أنك ذهبت إلى التسوق لشراء الفول مثلا أو نجد آخرين يفضلون الذهاب إلى حلقة الخضار، والبعض يحب التنزه بالسيارة مع أولاده خلال فترة العصر وآخرين يستهون كنوع من الهواية الدخول للمطبخ لمساعدة زوجته أو لديه هواية في الطبخ وغيره وغيره؛ حتى لو لم تعمل هذه الأمور مجرد تعرض يديك للهواء الجوي مدة من الزمن فهو كفيل بالتصاق على سطح اليد ملايين من الجراثيم أو الفطريات العالقة في الجو المحيط بك؛ لذا عملية غسل اليد، وحرصك على توعية كافة الأسرة بهذا العمل مهم جدا، وهو من باب النظافة.
بعد الانتهاء من الإفطار يأتي أهم عمل، وهو التخلص من النفايات الناتجة من خلال إعداد الطعام في المطبخ، وبعد الانتهاء من المخلفات الناتجة من بعد الإفطار من سفرة الإفطار يجب وبشكل هام ومهم هو التخلص من كيس النفايات، وأنت ذاهب إلى صلاة العشاء والتراويح، والكثير لا يهتم بهذه النقطة الهامة وقد يترك النفايات في حاوية النفايات لعدة أيام أقلها ثلاثة أيام، وهذا الخطر ينجم عنه تلوث هواء المنزل؛ وذلك بإصدار رائحة عفنة ناجمة من تحلل البكتريا أو الميكروبات أو الفطريات التي نمت وكونت بيئات أو مستعمرات من هذه الجراثيم والفطريات المختلفة؛ حيث إن المطبخ هو المكان الملائم لتعايش ونمو هذه الكائنات الممرضة، والخوف من تكون أوبئة مرضية من خلال هذه البيئات وتكون من أهم مصادر الأمراض.
وبعد المغرب لفترة السحور يأتي دور التلوث السمعي والبصري، وهو الأهم في الموضوع حيث يبدأ الضجيج من خلال التلفزيون وبرامجه، وكذلك استخدام الأيباد أو الجوالات الذكية؛ فنجد أن الشاب أو الشابة طوال الليل، وهو يستخدم السماعات على أذنيه أو رفع صوت التلفزيون دون مراعاة من هم داخل المنزل أو حتى الجيران طبعا المتضرر الأول هو المستخدم، ذكر سعادة الاستشاري الدكتور طارق جمال استشاري الأنف والأذن والحنجرة إنه في السابق أي قبل حوالي ١٥ سنة كان ضعف السمع يبدأ في الغالب بعد سن الخمسين، ولكن الآن مؤشرات خطرة جدا؛ حيث إن ضعف السمع بدأ في سن مبكّر خاصة الشباب وهو بعد الثلاثين؛ وذلك لعدم وجود برامج توعية في هذا الشأن والذي أصبح استخدام مثل هذه الأجهزة أو في حفلات الزفاف داخل صالة مغلقة، وصوت الأغاني والفرق الغنائية تصم الأذنين؛ حتى نوه سعادته أنه بعد الحفل يسمع المصاب طنينا في الأذنين قد يستمر ليومين أو ثلاث، وهذه علامات ضعف السمع أو خلل في الأذن الوسطى؛ حيث شدد وبقوة على عدم التعرض لمثل هذه الأصوات المزعجة، واستخدام السماعات من الأيباد طول الوقت دون إعطاء الأذن راحة.
أما التلوث البصري، وهو الجلوس لساعات طول الليل أمام شاشة التلفاز، والتي تصدر منه أشعة كهرومغناطيسية تؤثر على الأعصاب عامة، وأعصاب العين خاصة فلابد إراحة العين كل ساعتين على الأكثر كما أن الكثير أيضا يقوم بإطفاء نور الغرفة، ويبقى على نور شاشة التلفزيون وهذه أيضا من الأخطاء الشائعة التي تؤثر على أعصاب العين.
هذه باختصار وإيجاز أهم انواع التلوث في المنزل -كفانا الله- شر هذه الملوثات ومتعنا الله بالصحة والعافية، وتقبل الله الصيام والقيام، وجعله يارب شهر رمضان شهر خال من التلوث بقليل من التوعية، ورمضان كريم.

دكتور فهد عبدالكريم علي تركستاني
أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى بمكة المكرمة

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button