المقالات

زيادة تلوث العشر الأواخر من رمضان (٤-٤)

العيادة البيئية الشاملة

نصائح رمضانية بيئية 

دخلنا على العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم تقبل الله الصيام والقيام وجعلنا الله من عتقائه من النار، في هذه الأيام المباركة تتضاعف أوقات العبادة من صلاة تراويح وتهجد واعتكاف، خاصة في الليل حتى الأسرة في المنزل تستعد في التجهيز لاستقبال العيد حيث يكثر الذهاب للأسواق في فترات مختلفة من بعد صلاة الفجر إلى العصر، وبعد صلاة التراويح وفِي المنزل عمل آخر، حيث تتفرغ سيدة المنزل في الترفيع والتنظيف، وقلب المنزل رأسًا على عقب فوق تحت، يشعرونك كأننا عايشين طوال العام في وسخ وعدم ترتيب، وبالفعل كل يوم تخرج كميات من الأوساخ أو من أشياء مخزنة غير مستخدمة، والبعض منها استخدمت مرة أو مرتين فقط، وتم الاحتفاظ بها، وفِي الأخير مصيرها إلى صندوق النفايات سواء من ملابس أو أدوات أو أجهزة.
تأتي هذه الأيام العشر الأخيرة من رمضان بالسنة كلها، فتجد الزحمة في الشوارع المزدحمة وفي الأسواق ازدحام حتى في المنازل زحام عمل، بالتالي نجد أن نسبة التلوث تتزايد إلى الأضعاف تبدأ من بعد صلاة الفجر في الأسواق والعصر وبعد صلاة التراويح، حيث تزداد نسبة عوادم السيارات التي تبعث في طياتها مئات من المركبات الضارة، ناهيك عن تلوث الأطعمة المكشوفة، خاصة السمبوسك والمقلية والكبيبة وبسطات الشوربة والتقاطيع من المأكولات الشعبية المنتشرة بشكل ملحوظ في ليالي رمضان، حيث نجد أن الكثير منها يقوم بعمل جلسات أرضية وقريبة من الشارع العام، حيث تنفث السيارات سمومها من عوادمها على هذه المأكولات، وكذلك بعض البسطات خاصة في وقت العصر كالسمبوسك والمقليات واللقيمات وغيرها، فيفضل أن تكون داخل دواليب زجاجية تحميها من هذه السموم دون مراعات لتلوث الجو من عوادم السيارات وغيرها. فقد تكون هناك مصادر أخرى مثل حاويات النفايات المنتشرة داخل الأحياء إذا ما تم التخلص منها أولا بأول، فإنها سوف تكون مصدر لنمو بيئات مختلفة من البكتريا والجراثيم والفطريات، والتي قد يكون البعض منها ممرض أو سام، والبعض منها يتطاير في الجو فيقع على هذه الأطعمة المكشوفة، وبطبيعة الحال نجد أن هناك مصدر آخر للتلوث في هذه الأيام هو التلوث السمعي أو الضجيج خاصة أوقات الذروة مثل بعد العصر للمغرب، ثم تتكرر الكرة بعد صلاة التراويح في هذه الفترات، حيث الإزعاج المنبعث من زحمة السيارات وفِي الليل من الموسيقى الصاخبة، وهذا ما يصنف ضمن التلوث السمعي أو الضجيج. نعود مرة أخرى إلى المنزل، حيث كما ذكرنا أنه في هذه الليالي بدل التفرغ للعبادة، فإن الكثير من سيدات المنزل تتفرغ إلى إعادة ترتيب وتنظيم وتنظيف وغسل، ولو أرادت أن تغير المنزل لفعلت كل هذه الأمور تعمل داخل المنزل دون مراعاة للصحة العامة، حيث أهم محور هو سوء التهوية فرغم انبعاث الغبار ورائحة المنظفات المستخدمة أو قد تكون المبيدات وغير ذلك، نجد أن الجميع يستشعر بها، ويشمها فنجد بتعنت وإصرار عدم فتح النوافذ لكي يساعد على تغيير الجو وتنظيفه أو تجديده فتزداد نسبة تلوث الهواء، مما يسبب أضرار صحية قد تكون خطيرة خاصة على الجهاز التنفسي. سوْال لماذا كل هذا حيث نجد أن كمية النفايات في العشر الأواخر من رمضان قد تكون نسبتها ثلاثة أضعاف ثلاثة أشهر من النفايات العامة التي تصدر من المنزل أو بشكل عام لأي مدينة، وهذا ليس خاص لمدينة محددة إنما معظم المدن سواء داخل المملكة أو المدن الاسلامية؟ لماذا لا يتخلص من هذه النفايات أو المتراكمات من أجهزة أو ملابس بالية غير مستخدمة أو حتى ألعاب غير مستخدمة، نجدها محتفظين بها قد تستمر لسنوات، وبعدها نقرر بالتخلص منها هذا العبء يسبب بالفعل في تكدس هذه الأشياء يسبب بالفعل، لعدم استخدامها لفترات طويلة في نمو البكتريا أو الفطريات خاصة لو تعرضت هذه المخزونات إلى رطوبة، وهنا يبدأ مشوار المرض فتعتبر هذه الأشياء مصدرًا من مصادر الأمراض، ورمضان كريم.

د.فهد عبدالكريم علي تركستاني

أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى بمكة المكرمة

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button