جميعنا يشعر بقداسة ومكانة مكة المكرمة في نفوسنا، ويتعبد الله فكرًا وسلوكًا ومشاعرًا بإبراز حضارتها بما يُناسب قدسيتها، فسُكناها من نعم الله الجزلة علينا، والوفاء لها من أوجب الواجبات على مشاعرنا، ففاض الشوق للمنافسة في حبها وبِـرها من ابنها البار صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ ليعزز ويُعظّم صدق تلك المشاعر بدعمه تنمية المكان وبناء الإنسان.
هذه المشاعر التي نشأنا عليها كانت كفيلة لأُصدم قبل سنوات عدة وأنا في مكتب مدير فرع أحد البنوك في المنطقة المركزية، عندما تعذّر على زائرٍ من ضيوف الرحمن أن يجد موظفًا واحدًا في الفرع يتحدث الإنجليزية لتلبية خدماته المصرفية !!! وتجنبًا لإحراج صديقي مدير الفرع سألته: ألا تقدم إدارتكم الإقليمية دورات لموظفيكم في اللغة الإنجليزية أو اللغات العالمية؟! فلم يكتفِ بإجابته : ( لا .. ولا حتى مدير الفرع)!! بل زادني ألمًـا فوق ألمي عندما نادى كريمًا ثم قال لي: (هذا مترجم الفرع) .. هل تعلمون من هو ذلك الكريم الذي حاز الفضل في أقدس البقاع ؟ إنه عامل النظافة بالفرع !!!
وعلى الفور تواصلت مع أحد أساتذة قسم اللغة الإنجليزية بجامعة أم القرى لأسأله عن متوسط عدد الكلمات التي يحتاجها موظف البنك أو الفندق ليقدم خدماته بكل يسرٍ وسهولة لضيوف الرحمن ؟ فكانت إجابته (200 كلمة تقريبًا)!! وأنا أضفت على كلامه وأيضًا 35 جملة، ثم دخلت على موقع “اليونسكو” لمعرفة اللغات الأكثر انتشارًا في العالم ليس بحسب الناطقين بها – لأن الصين ستكون الأولى – وإنما بحسب عدد الدول الناطقة بها؛ وفعلًا فقد بلغت مُرادي.
وبعد ذلك كله .. بكى قلمي مدادًا على صفحة خطابٍ لمقام إمارة مكة المكرمة مستحثًا إياها لتوجيه جهات الاختصاص بالنظر في مقترحي المتضمن:
1- حصر الجهات الخدمية لقطاع الأعمال في المنطقة المركزية.
2- إعداد قائمة تراتُبية للغات الأكثر انتشارًا بين ضيوف الرحمن.
3- التنسيق مع جامعة أم القرى لإعداد دورات في تلك اللغات وبما يناسب كل قطاع؛ فموظفي البنوك يحتاجون قائمة من الجمل والكلمات تختلف عن حاجة موظفي الفنادق وعن حاجة موظفي بقية الجهات للوفاء بخدمة عملائهم.
4- إلزام القطاع الخاص في المنطقة المركزية بإلحاق موظفيها -وليس إحلالهم بآخرين – بتلك الدورات على حساب جهاتهم، بحيث يتدرب على كل لغة من القائمة المقترحة موظف أو اثنين على الأقل في اللغة الواحدة.
وفي واقعنا المعاش عندما يتحدث أحدنا عن بلدٍ زاره؛ فغالبًا تتردد تلك العبارة: (بلدٌ رائع وجميل لكن مشكلتهم أنهم لا يتحدثون الإنجليزية) .
نعم .. فحاجز اللغة يُضفي كدرًا على الإنسان؛ لأنه وعاء الفكر وقناة التواصل الإنساني.
وأخيرًا شاهدت مقاطع أفرحتني لرجال الأمن في المنطقة المركزية يتحدثون بلغاتٍ عدة .. أفلا يليق بقطاع الأعمال أن يواكب هذا البعد الحضاري الذي سيبقى في ذاكرة قاصدي البيت الحرام من جميع أقطار الدنيا ؟! فعذرًا مكة فأنت (تستاهلي الأجمل .. فأمنحينا الفرصة لنستاهلك).
والآن .. آمل من مقام إمارة منطقة مكة المكرمة النظر في ذلك .. علمًا بأن رقم وارد مقترحنا في اتصالات الإمارة هو 21910 بتاريخ 5/5/1430هـ، وتم إشعاري على بريدي بإحالة المقترح لسعادة أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة بصادر رقم 73380 وتاريخ 13/6/1430هـ .. وهذا ماتم إلى حينه ..
11
هل هناك شي أفضل من أن نكون صالحين !!?
نعم.
أن نكون مصلحين ??
بارك الله فيك أستاذ خالد على هذه المبادرة الرائعة لهذه المدينة المباركة ???
و منكم نتعلم و نتحمس لفعل الخير و أسأل الله أن يبارك في أعمالنا و يوفقنا لما يحبه و يرضاه ?
مقال رائع جدا ومقترح جميل ولابد من الأخذ به لمافيه من نفع للبلدوأهله
مقال رائع جدا ولامس جانب مهم تحتاجه مكة.
أضيف تجربتي في الحج مع الكشافة حيث أن معظم المراكز الإرشادية للأسف لا يوجد بها شخص مكلف يتحدث الانجليزية سواء من الجمعية الكشفية أو وزارة الحج. كنت في عرفة وصدمت بهذا
دمت بود و دام وطننا في تقدم ونماء
مقال رائع جدا وانا اتمنى ان يتم ذلك ايضا في كل نقاط الاستقبال والمغادرة الدولية مثل المطارات والمواني لموظفي الدولة وموظفي الشركات مثل الخطوط السعوديه موضوع جدا مهم سلكت يداك أستاذ خالد مبدع دوما.
مقال وفكره سديده تخدم ضيوف الرحمن لاسيما واننا نعرف ان بعض من ابناء مكه يتحدثوا بلغات عده بسبب ارتباطهم بموسم الحج. فارجو ان يستجيب مقام الامارة لهذا اسوة بما قامت به بتعلبم ومنسوبي الامن في المسجد الحرام وتحدثهم باللغات المطلوبه لمرتادي المسجد الحرام في المواسم ولك الاجر اخي خالد ان شاء الله
اقتراح رائع لا فض فوك افكار لا تأتي الا من قلم غيور على وطنه ومحب لمكة
جزاك الله خيرا
مقال جميل جدا من إبداعاتكم المتتابعة ومليء بمشاعر الحب والغيرة والتطوير
ويلاحظ أن البنوك هي من ضمن الجهات الخاصة التي تقدم خدماتها للمجتمع والزائرين له ومن الواجبات المهنية للقطاع الخاص توفير مثل هذه الخدمات الأساسية و إحالة الإمارة لمقترحكم الكريم الى الغرفة التجارية إحالة للجهة الأكثر قربا من القطاع الخاص وينبغي أن تتحرك في هذا السبيل لتطوير الخدمات المقدمة من القطاع الخاص
شكراً جزيلا لطرحكم المتميز دائما
لعلكم أن تتفضلوا بإيراد ال ٢٠٠ كلمة وال ٣٥ جملة لتنشر في مقال لاحق
إضافة الى ما اقترحه الأستاذ خالد حبذا لو دعمت القنوات الفضائية كقناة مكة والقناة السعودية الثانية بإعداد دورات مبسطة بعدة لغات كالإنجليزية والأردو والأندونيسية والتركية وغيرها ليستفيد منها من لهم علاقة وتعامل مع ضيوف الرحمن
مقترح جميل ومفيد من شخص حريص على أن تكون مكة المكرمة
مكتمله من جميع الخدمات خصوصا انهو يزورها جميع المسلمين باختلاف لغاتهم
محبك ابوسطام
بارك الله فيك استاذنا الفاضل خالد الصماني ،،، ومقترح جميل جداً اسأل الله تعالى ان يرى النور قريباً ،، دمتم بخير ..
لا فض فوك اخي خالد ..ولقد تعودنا منك تلمس مثل هذه الأمور الهامة والضرورية واشباعها بأراءك وافكارك النيرة ..وإني اضم صوتي الى صوتك وأمل من القطاع الخاص عدم استغلال الموقف في حالة اللزامهم من الجهة المختصة باقامة دورات في التخاطب باللغة الانجليزية بفصل من لا يجيدها من الشباب السعودي من العمل ..بل المطلوب هو تدريبهم وهم على رأس العمل والاستفادة منهم مستقبلا فهم الأمل القادم بإذن الله ..والله ولي التوفيق.