علق عدد من المشاهدين العرب في برنامج نقطة حوار على البي بي سي العربية بتفاعل شديد على تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد. وتجاوب مقدم البرنامج مع تعليقاتهم وهو ينقلها إلي، مضيفا تساؤلاته هو أيضا.
ضحكت وانا أنبه الأخوه من العراق ومصر وفلسطين واليمن بأن ماحدث شأن داخلي بحت، يهم ويخص ولاة الأمر وأسرة آل سعود والشعب السعودي، وليس لأحد غيرهم رأي ولا حق في التدخل. وذكرت المشاهد العراقي بأن السعودية والسعوديين لم يكن لهم مداخلات في الإنتخابات العراقية، ولو فعلوا لأستنكر هو وغيره ذلك وأعتبروه تدخلا غير مقبول في شأن داخلي.
وأستدركت: ”نعم، من حق المراقبين والمتابعين للشأن السعودي أن يطرحوا الأسئلة ”الإستفاهمية“ عن آلية التعيين وهيئة البيعة وأسلوب المبايعة. ومن حق الذين ترتبط مصالح بلدانهم بمواقف القيادة السعودية أن تتسائل عن تأثير التغييرات الحكومية عليهم. ومن حق الشقيق والصديق أن يطمئن على سلاسة هذه التغييرات ومردودها على مصلحة البلاد وعلاقاتها الدولية.“
وأضيف هنا: أننا نتفهم هذا النوع من الإهتمام الإيجابي والأسئلة المشروعة ونحرص كمعلقين ومحللين سياسين وإعلاميين وأكاديميين سعوديين على أن نجيب عليها بما يوضح الصورة ويشرح المشهد ويطمئن أخوتنا وحلفائنا على متانة الجبهة الداخلية، ووحدة الأسرة السعودية، وتلاحم الشعب والقيادة. وأن نطمئنهم على إستقرار السياسة الخارجية والعلاقات الدولية والتزامها بثوابتها التقليدية، وتوجهاتها لتحقيق الأهداف التي تراعي مصلحة الأمتين العربية والإسلامية، والسلم والرفاه العالميين.
فالسعودية دولة ذات ريادة وقيادة، ومكانتها الإقليمية والعالمية لها ضريبتها. ومن ذلك أن مايجري فيها يثير إهتمام القريب والبعيد. فالسياسة البترولية على سبيل المثال تعني الدول المنتجة والمستهلكة على السواء، وتصريح واحد لوزير النفط قد يرفع الأسعار أو يخفضها. وعلى ذلك فقس مواقفها تجاه أزمات المنطقة والعالم، وتوجهاتها الإستثمارية والإقتصادية والتنموية.
قلت لكل من تساءل عن سر تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، بأن السعودية بدأت في السنوات الأخيرة توجهًا واضحًا نحو تجديد الدماء في شرايين الدولة، بالإعتماد على الجيل الجديد من الشباب المتعلم والمتحمس والمنفتح على الأفكار الإبداعية والتغيير من الجنسين. وهؤلاء يمثلون ٧٠٪ من سكان المملكة، تقل أعمارهم عن ٣٥ عاما، معظمهم جامعيين، في مختلف التخصصات العلمية والإدارية.
هذا التوجه الذي بدأ في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، تسارع في عهد الملك سلمان، وأشرف عليه أمير الشباب، محمد بن سلمان. وقد أثبت الأمير ونخبة الشباب الذين تسنموا مناصب وزارية ودبلوماسية وعسكرية كفاءتهم وقدرتهم. كما أثبتت المرأة السعودية نجاحا مماثلا في المواقع التي تولتها.
ومن هنا يأتي تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد تتويجاً لهذا النجاح، وتأكيدًا على هذا التوجه. خاصة أن الرؤية السعودية ٢٠٣٠ وخطة التحول الوطني ٢٠٢٠ تتطلب جهودا وطاقات شبابية هائلة، لإنجاز الأهداف الطموحة وتحقيق التغييرات الكبرى في سنوات قليلة.
ولا ننسى هنا أن نشيد بإنجازات جنرال الحرب على الإرهاب، ورائد الحكومة الإلكترونية، الأمير محمد بن نايف، الذي أستطاع خلال سنوات عمله في الداخلية، وولايته العهد، أن يسهم إسهاما كبيرا في توطيد الأمن والأمان في بلادنا، وأن يرتقي بخدمات الحج والعمرة الى مستويات غير مسبوقة، وأن يسهل على المواطن والمقيم والزائر الحصول على مختلف الخدمات بيسر وسهولة بإستخدام التقنية العالية والتنظيم المحكم والفكر الإبداعي. جزاه الله خير الجزاء عما قدمه لوطنه ومواطنيه وضيوف الرحمن والزوار.
وفق الله ولاة أمورنا إلى مافيه صلاح أمرنا، وسدد خطاهم وأعانهم على ماكلفهم به وسخر لهم جنود السموات والأرض، وأعاننا على مساندتهم ودعمهم كلا في موقعه وحسب قدرته. آمين.
د. خالد محمد باطرفي