مودة الفؤاد
رَمضان ضَيف خَفيف الظّل أتّى ورَحل دُون أنْ يَتمهل فِي المكُوث ، ويَا حظ مَن مِن خَيراته أغتَنم ونَهل وأدْرك ليْلة القَدر وغنِم ، وأشْرقت شَمس يَوم العِيد بِحلة الفَرح تَزف للنفُوس البَهجة والسرُور ، يَفرح بِه الكبِير والصَغير ، ويُلبس الأجسَاد الجَديد مِن اللبَاس ، ويبَاح فِيه التجَمل والتَزين تعْبيراً عَن الفَرح بِهذه الهَدية الإلَاهيه الربّانية التِي يُكرم بهَا خَلقه مِن أمّة سَيد الخَلق صَلوات ربِي وسَلامة عَلية بَعد شَهر عَاشوا ايَامة وليَاليه فِي طَاعته كمَا أمرنَا سُبحانه وتعَالى ، ونَهج ذَلك فِي سُبل الدِين القَويم ، وسُنة النَبي صَلى الله عَليه وسَلم ، فَهو مَظهر مِن مَظاهر الدِين ، وشعِيرة مِن شعَائره المعَظمة ، والنفوسْ بطبِيعتها مجبُولة عَلى حُب الأفْراح والسرورْ بها .
ورُغم أنّ كَلمة ( عِيد ) وجِيزة الحُروف إلّا أنّ مضْمونها ومحتَواها كبِير ، فالعِيد ( فَرح ، بَهجة ، محَبه ، سُرور ، سَعادة ، أخاء … ) يَجمع الأهِل والأصحَاب والأحبَاب ، وهُو وسِيلة تَواصل تُقارب بينْ القلُوب ، وتوَلد بينهُم الحُب والوِد والموّدة والرَحمة ، وليْس كبَاقي وسَائل التَواصل الإجتماعية الحَديثة التِي أنْهت حَقيقة التَواصل المبَاشر كمَا هو الحَال فِي حَاضرنا ، فِي العِيد يَعطف الكبِير عَلى الصَغير ويَسأل عَنه ليسْعده .
العِيد محَطة دنْيوية يُجدد فِيها المرءْ عِلاقاته الإنسَانية مَع مَن حَوله لتَسمو النفُوس وتتآلف ويزَال عنْها مَا عُلق بِها مِن كدَر الحيَاة ، وفِيه الكثِير والكثِير مِن معَاني الإسْلام الإجتمَاعية والإسْلامية التِي تَحث عَلى الخَير .
والعِيد لَا يَحلو بِدون الأطفَال زينَة الحيَاة الدُنيا ، فَهم مِن أجمَل معَاني العِيد بِكل مَا فِيه مِن معَاني .
وفِي هَذا الشَهر المبَارك فُرصه غَالية خَيرها وفِير رَغب لهَا المصْطفى عَلية الصَلاة والسّلام بقَولة : (مَن صَام رمَضان ثُم أتبَعه سِتاً مِن شَوال كَان كصيَام الدّهر ) وفِي هَذا دَليل عَلى أنّ مُواسم الطَاعات ليْس لهَا وَقت مُعين ، بَل مُستمرة طوَال العَام .
فهنِيئاً لمنْ وَاصل الطَاعة بطَاعة ، وسَار فِي طريقْ الصَالحات ، وأتْبع رمضَان بصِيام السِت ، فصِيامها مُستحب ، ورمضَان إلَى رَمضان كفَاره لمـَا بينهمَا ، والسِت زيَادة خَير عظِيم تُعادل بصِيامها صِيام الدّهر .
جَعل الله أيَامكم أفْراح … وليَالي مُلاح
يَا لِيلة العِيد أنستِينا
وجَددت الأمَل فِينا
يَا لِيلة العِيد
هِلالك هَل لعينينَا
فِرحنا لُه وغنينَا
وقُلنا السعَد حَا يجينَا
عَلى قدومِك يَا لِيلة العِيد
وكُل عَام وأنْتم بِخير ،،،،،،،،،،،
نبيه بن مراد العطرجي