العيادة البيئية الشاملة
حوالي خمس عشرة مادة كيميائية خطرة نتعرض لها يوميًا عند استخدامنا لكثير من مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، تتواجد في الصابون والشامبو، وصبغات الشعر، والكريمات والمراهم والمعطرات وغيرها، ولخطورتها الشديدة وصفت عند بعض العلماء «بالمواد القذرة»، هذا ما ذكرته دليل المستهلك بالولايات المتحدة الأمريكية إلى تلك المواد، وكذلك بعض دراسات متعددة لوكالة حماية البيئة الأمريكية، ومديرية الدواء والغذاء الأمريكية وكذا بعض الدراسات التي أجريت بالاتحاد الأوروبي.
وذكرت هذه الدراسات أن إلقاء الضوء حول تلك المواد، يجعلنا نتجنبها أو نخفف على الأقل من أضرارها، حيث إن التعرض اليومي لها يسبب معاناة تراكم السمية في أجسامنا، والتي من شأنها أن تعرضنا لمشاكل صحية وخيمة في المستقبل، وللأسف فإن الكثير سواء من الشابات وكذلك الشباب والذي أصبح يستخدم حتى مستحضرات التجميل في أغلب الأحيان يفوق ما تستخدمه الشابة فمن هذه المواد المهمة والتي توجد في معظم أو كل بيت نسردها وبإيجاز وهي:
1 – مضادات البكتيريا:
تُعد المبالغة في استعمال مضادات البكتيريا قد يمنعها من أن تكافح بفاعلية الجراثيم المسببة للأمراض، مثل: إي كولاي، السالمونيلا وغيرها، حيث إن في جسم الإنسان توجد بكتيريا نافعة تقوم بالفعل كجهاز مناعي ضد الأمراض فالإسراف في استخدام هذه المضادات يؤدي إلى قتل البكتيريا بنوعيها الضارة والنافعة، ومادة التريكلوزان المضادة للبكتيريا، والتي تستعمل على نطاق واسع في الصابون ومعجون الأسنان اكتشف وجودها في حليب الأم، ووجدت دراسة حديثة أنها تعوق نشاط هرمون التستوستيرون الذكري في الخلايا؛ مما يؤدي إلى الضعف الجنسي خاصة لدى الشباب.
2 – قطران الفحم:
مواد سوداء سائلة من مخلفات التقطير لإنتاج الفحم وفحم الكوك، وهو يستعمل كعنصر فعال في شامبو مكافحة قشرة الرأس ويستعمل لتخفيف أعراض الصدفية المزمنة, الإكزيمة والطفح الجلدي، والتهاب الجلد. ولتخفيف الحكة، القشور والإحمرار الناتج عن الصدفية، والتهاب الجلد والكريمات المضادة للحكة والأصباغ التي أساسها قطران الفحم مثل:
Blue 1 المستخدمة في معجون الأسنان، Green 3 المستخدمة في قطرة (غسول) العينين، وقد بينت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أنها مسرطنة، خاصة عندما تم حقنها تحت الجلد.
3 – ثنائي إيثانول امين (Diethanolamine DEA)
يعد الـ(DEA) مدمرًا محتملًا للخلايا، وهناك أدلة على تسببه للسرطان. يعتبر ثنائي إيثانول أمين من الملوثات المترافقة مع بعض المواد، والتي تستخدم كمستحلبات وعوامل مشكلة للرغوة كما في الشامبو وكريمات الحلاقة، والمرطبات، وغسول الأطفال. والمخاطر الصحية التي تنجم عنها يمكن أن يمتص الجسم DEA عن طريق الجلد. يمكن أن يكون بمثابة مادة مسرطنة، والتي يمكن تحويلها إلى نيتروسامين Nitrosamine، والذي أيضًا يعد مادة مسرطنة. ومشكلته أنه يستنفد الكلور من الجسم، كذلك يعتبر DEA عاملًا يسبب اختلال للهرمونات ويسلب الجسم مادة الكولين الضرورية لنمو مخ الجنين.
4 – 1.4 ديوكسان – 1.4 Dioxane
يستخدم مع الكثير من مستحضرات التجميل ومزيلات الروائح، والتنظيف، والتحضير للمنظفات وبعض أنواع الشامبو وغسولات الجسم التي تدخل في تركيب بعض موادها، واعتبرته وكالة حماية البيئة الأمريكية مسرطنًا بشريًا محتملًا على أساس الدراسات التي أجريت على الحيوانات.
5 – الفورمالهيد Formaldehyde
يدخل في صناعات صابون استحمام الأطفال، ومادة حافظة في العديد من المنتجات، مثل: طلاء الأظافر، وأصباغ الشعر، ومزيل العرق، وكريمات الحلاقة، والمواد اللاصقة لرموش العيون، والشامبو.
ويصنف الفورمالديهايد على أنه مسرطن بشري، مثل: سرطان الرئة، مع احتمال وجود صلة لسرطان الدم وسرطان الدماغ. على المدى القصير التعرض لمستويات عالية من الفورمالهيد يمكن أن يصبح قاتلًا، كما أنه على المدى الطويل فالتعرض لمستويات منخفضة قد يسبب صعوبة في التنفس، والإكزيما.
6 – المعطرات:
قد تحتوي المعطرات على مركبات الفثاليت phthalates التي تخل بالغدد الصماء، وقد تتسبب في البدانة، وتؤدي أيضًا إلى أضرار في النمو والجهاز التناسلي.
نكمل بقية هذه المواد القذرة التي نستخدمها يوميًا بإسراف وإهمال دون دراية بمخاطرها فنحن هنا لا نمنع من استخدامها بل نحذر من الإسراف في استخدامها أو تجنبها قدر الاستطاعة، خاصة استخدام المكياج وأدوات الصحية طوال الليل والنهار دون أن نعطي لبشرتنا الراحة ونكون على طبيعتنا تابعونا في بقية هذه المواد القذرة في مقالنا القادم.
د. فهد عبدالكريم علي تركستاني
أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى بمكة المكرمة