الرومانسية المزيفة للمخطوبين تكشفها العشرة الطويلة بعد الدخول:
غالبًا في أيام الإجازات تكثر أفراح الناس فيما بينهم، وغالبًا ماتكون أعراس….خطبة في عطلة الربيع، ودخول في حموة الصيف مع نضوج الفاكهة واستوائها….(واقطف الورد والرمان من فوق الصدور).
وهنا أهمس ببعض الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها الخاطب والمخطوبة فترة الخطوبة.
للخاطب قبل عقد النكاح أن يرى من مخطوبته عند خطبتها مايدعوه إلى نكاحها (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا)، ولكن مع وجود محارمها من الرجال كأبيها وأخيها وخالها وعمها ونحوهم أو محارمه هو من النساء كأمه وأخته وعمته وخالته ونحوهن، ويرى منها مايظهر غالبًا كالوجه والكفين، وقال بعض العلماء والشعر.
لأن هذه مجامع المحاسن والجمال فيها، فاكتناز الوجه وجمال بشرته بدون محسنات، وخصوبة الكفين، وسعة العينين، ودقة الأنف، وانسدال شعر الرأس، وطول العنق ودقة القوام ونحو ذلك مما يرغب فيه الرجال غالبًا، حتى إن بعض الفقهاء قال:
إذا استحت المخطوبة، ولم تخرج ليراها الخاطب، فإن له أن يتخبأ لها في مكان ليراها دون علمها، وليس هذا من الخيانة، ولكن يحذر التعدي، كأن يتعمد مشاهدة مالايجوز له أن يراه قبل العقد، (بقية مفاتنها، كالصدر والذراعين والساقين) ، وماخفي ممالايجوز له من باب أولى.
هذا كله عند الخطبة، وأن يغلب على ظنه إجابته.
أما إذا غلب على ظنه عدم قبوله فليس له ذلك.
نأتي لما بعد الرؤية والقبول ببعضهما:
أحد أمرين:
– إما أن يكون قد عقد عليها ففي هذه الحال هي زوجته يجوز له منها كل شيء، لكن استحسن بعض العلماء أنه لاينبغي له الخلوة بها قبل الدخول وإعلان النكاح بعدًا عن فوات الحق عند الاختلاف والفرقة.
– وإما أن يكون قبل العقد، فلايجوز له الخلوة بها؛ لأنها لازالت أجنبية عنه.
وعلى العموم:
كلما كانت مشاهدتهما لبعضهما فترة الخطوبة قليلة ونادرة، كلما كان الشوق والرغبة والتحفز أكبر وأشد ليلة الدخول.
أما إذا كان التواصل والمشاهدة مستمرين طوال فترة الخطوبة فلربما أدى إلى الملل من بعضهما، لأن كثرة الإمساس يعدم الإحساس كما تقول العرب.
دعوى التعرف على بعضهما طوال فترة الخطوبة، إذا تم العقد بينهما يأتي هو ليجلس معها بوجود أبيها وأخوتها وأمها، ويتحدث عن هدفه في الحياة طريقة معيشته، قدراته المالية والعلمية طموحاته المستقبلبة ولكن بدون مبالغات، ليعلموا حاله إذا كان ليس من أقارب أسرة خطيبته.
أما تعمد الرومانسية الزائفة، والتمظهر بمظاهر كاذبة والتميلح بما ليس من صفاته الفعلية فهو بلا شك بداية الفشل بينهما.
ليكن واقعيًا (كن كما أنت)، ولتكن هي كما هي.
قال بعض الحكماء:
اقبلني كما أنا، ثم يكتشف أحدنا الآخر.
طابت أوقاتكم بالحب والوئام.
أ. د. عبدالله المالكي