نبتهج سويا وننتشي سنويا ، بالاحتفاء بكرنفال سوق عكاظ للثقافة والتراث، في عقده الثاني وهو يرتدي حلة فضفاضة ،ويزدان بعقد لؤلؤة السياحة ، و تاج تراث الوطن ،على جيده المضيء ، في جبين الحضارة ، وصدر التاريخ.
عكاظ،، الممتد من قرون سحيقة ،احتضنته عاشقة الغيم ، عاصمة المصايف العربية ، مدينة الورد الفكري،والفاكهة الشعرية ، وصانعة الحدث ، من بين مدن العالم العربي حيث أن له نكهة خاصة ،تضافر على صنعها عبق التاريخ وسحر الجغرافيا ،وما يتفرع عنهما من لواحق الزمان.
عكاظ ،،التاريخ هنا يفيض عن حاجة الجغرافيا أو قدرتها العادية ويجدد أصداؤه في الذاكرة البعيدة والقريبة عبر أكثر من محطة أو مفصل.
عكاظ ،،المصنوع من رؤية تنويرية واشعاع فكري أبداعي.
عكاظ الذى أصبح زادا وزوادا لكل متعطش للفكر والإبداع والشعر، المتجذر في تربه الذهنية العربية.
عكاظ جذر الشعر والثقافة الحية المتفاعلة يتبوأ شجات المنابر الفكرية الذى يتجدد في نهر المكان،ولأنه بهذه الصفة فهو يحلق فوق متاهة الفوقية المتالقة و فى نفس الدائرة مع سلطة الحرية الابداعية الواعية والإنسانية العربية المتقدمة.
عكاظ حلم كبير يحلم الكثير من المحيط إلى الخليج باستمراره وانسياب أنهاره الثقافية والمعرفية إلى أحياء صحرائه الجافة ليعود ربيعا مثمرا بالفكر والفن والأدب.
فها هي عجلة الزمن تعيد دورتها الحادية عشر( 11 ) لتتجدد الفكرة عربيا كخيار وحيد , يمكن تحقيقه اسلاميا وعالميا في المراحل القادمة.
ولا يمكن أن يتحقق ويصبح واقعا ، ينبض بالدفء الثقافي، دون كثافة من الاهتمام المتزايد ،والإصرار المستمر من قبل صانع السياحة العربية ،وبوصلتها ،عاشق الثقافة ، وراسم خارطة التراث والمحافظ للأثار، صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز
ليوصل مرحلة الحلم إلى مرحلة العمل الجاد وليكون لعكاظ بصمته الخاصة في هذا العصر،،
(سوق عكاظ) عاصمة الشعر ،وقبلة المثقفين، ومحراب الأدباء، ومنارة الكلمة ،وتضاريس الجمال، تستقطب الجمهور العريض من المحيط الى الخليج لهذا الصيف المتعطش إلى القيمة الرمزية لهذا الصرح الثقافي الذي ترعرع في أحضان عمالقة الفكر والتاريخ وفي وجدان الشعر والأدب ،الضارب في عمق التاريخ وخاصرته.
لأن الكل يؤمن بان التاريخ ، والمعرفة والثقافة والتراث والفكر الموروث ،لا تنجزا وباْن لغة عكاظ ، اصبحت تشابكية في عصر أزال كل الحوافز امام تدفق المعلومات وازالة الحواجز والعادات والطقوس .
ارتأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ان يكون عكاظ بحلة جديدة بانوراما شاملة ،وقوس قزح ، لامع فى الأفق.
وحققت الامنيات للمثقف العربي، بان يكون هناك تواصلاً ، بين المكان والابداع ، من شتى انواع النصوص ،لأن لكل نص ،بصمته الخاصة ،وشخصيته الخاصة ، الذى يحمل ملامحه وحواسه ، ومخيلته ونمط تفكيره ،او ذائقته ،
ومن هذا المنطلق، امنت وايدت , الفكر الآخر ،ولم تستلبه او تصادره ، بل سعت وحرصت ،لمد الجسور بين كل الأطياف لربما ان نأتي بلغة جديدة، تحمل ملامح كل هذه التعددية من مهرجان عكاظ الثقافي.
وانطلاقا من رؤيتها واهدافها حرصت الهيئة السياحية والتراث الوطني إن يشكل عكاظ منبعا طبيعيا لثقافتنا، وان يكون مصدرا ثريا من مصادرها و ان يكتسب عكاظ اهمية في حياتنا الثقافية، و العمل المتقن لنقل منجم التراث وكنوزه للأجيال المتعاقبة ،
ومد الجسور، بين ماضيها وحاضرها ،وجعله أرضية صلبة ،للانطلاق في دروب ،الإبداع والعطاء الفكري حتى نوفر لهذا التراث العكاظي روح الاستمرار والتوهج بنور التجديد والإضافة والخلق. ولا شك أننا بهذا الشكل نعطي لثقافة وتراث عكاظ فرصة ذهبية كي يسري في عروق الأجيال بعد نفض غبار القرون عنه. فها هو الآن بمظلته السياحية التراثية التطورية ،يتلألأ عكاظ ، بألق إبداع الماضي ، ليؤثر في ثقافة الحاضر ،ليشرق ،ويشع فكرياً ،في صياغة ثقافة وادب المستقبل .
أ.د. عائض محمد الزهراني
عضو اللجنة الإشراقية العليا