في يوم الخميس الموافق ٥-٥-١٤٣٥هـ انتقل والدي إلى جوار ربه بعد صلاة المغرب، وفي مثل هذا اليوم (الجمعة) دفنا جسده الشريف في مقبرة المعلاة بعد صلاة الجمعة، وصادف تاريخ يوم وفاته أن يكون ٥-٥-١٤٣٥هـ، وكان الناس في يوم الأربعاء يتبادلون الرسائل في الواتس اب ويقولون غدًا الخميس لهو تاريخ مميز، ومنهم من كان ينصح بمحاولة تدوين أي مناسبة لتخلّد في هذا التاريخ، وكنت لحظتها أفكر ماذا أعمل؟ وفي غالب ظني أنني لن أفعل شيئًا.
لم أكن أعلم بأن هذا التاريخ المميز سوف يكون يوم وفاة الوالد -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته، ولم أكن أعلم بأنه آخر يوم له في هذه الدنيا الفانية.
لقد خطفه الموت في لحظةٍ ولم يمهلني القدر وداعه ولا الاستماع لآخر كلامه، ولا مشاهدة النظرة الأخيرة من عينيه التي لاتعرف الخيانة. فهو لم يكن والدي فقط، بل كان الأب والأخ والصديق وكنت أحبه أكثر من أبنائي؛ نظرًا لرحمته بنا وعطفه علينا وحُسن تعامله معنا، كم تشتاق له العين! وكم تحِن له الروح! وكم وكم وكم…
من رحمة الله -عز وجل- بي، شاءت إرادته أن تكون ابنتي مريضة، يوم وفاته وذهبت بها بعد عصر يوم الخميس للعيادة، وبعد الكشف عليها أوصى الطبيب بأن تأخذ المحلول وأن أتأخر معها حتى بعد المغرب. وفي هذه الأثناء تلقيت اتصالًا من البيت يفيد بأن الوالد مريض، وعليه أعراض الدوخة، وقد تعودنا هذه الحالة لكبر سنه وانخفاض السُكر ثم تلقيت اتصال آخر من أخي يوسف يقول: أين أنت؟ قلت: في العيادة، قال: الوالد مريض، ونريد أن نأخذه إلى المستشفى ونحتاج إلى بطاقة الهوية الوطنية. سرعان ما قلقت ولم يهدأ لي بال، وشعرت بالخوف والقلق، وكانت عيني على البنت و اشاهد أثار المرض على وجهها وعيني الأخرى على المحلول.
وما إن انتهى أخذتها وذهبنا سريعًا للبيت، وأنا مسرع في الطريق وكلي شوق للاطمئنان على صحة الوالد ونقله للمستشفى، وعندما وصلت البيت تفاجأت بوجود سيارة مغسلة الأموات أمامي، وابني أحمد ذو الـ 8 سنوات جاءني مسرعًا قلقًا يقول لي: بصوت عالٍ وببراءة الأطفال “بابا أبويا مات“.
صدمت ولم أصدق وأنظر من الزجاج الخلفي للسيارة إلا وجسد والدي الحنون بداخلها، ماذا أعمل؟ وماذا أفعل؟ وماذا وماذا ياعبدالله؟؟ ، و فُقت على بكاء أخي عبدالرحمن عند باب السيارة يبكي ويتمنى أن لايكون القدر صحيحًا، فانشغلت بتهدئته وتصبيره وأخي يوسف ملتزم الصمت، وعينه تفيض بالحزن، فكان مكلوم حزين مندهش، ورغم أنه لم يخبرني بوفاة الوالد في حينه، ولكن عرفت فيما بعد بأنه كان بأمر من الوالدة لتخفيف الصدمة عني فجزاهما الله خير الجزاء.
اليوم الجمعة تذكرت الموقف وأنا اشاهد الناس يتداولون تاريخ 7-7-2017م ، وتذكرت المشاعر التي كنت فيها تلك اللحظة .
اليوم ومن باب الإنصاف،أشهد لله -عز وجل- بأن الوالد كان قوي الإيمان قوي العزيمة، وكان رحيمًا، حنونًا، عطوفًا، كريمًا، صادقًا، بشوشًا يقدّر الكبار، ويمازح الصغار ويوصي بالجار.
كان يعلمنا الصلاة ويعلمنا النوافل، ويوصينا بأدائها، كما علمنا الأذكار بعد الصلاة. فلم أعرفه إلا ناصحًا نصوحًا آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر.
ولم أشاهده إلا قائمًا بين يدي الله -عز وجل-، راكعًا ساجدًا متنفلًا وحتى في مرضه وتنويمه بالمستشفى كان يقول: لم أتوضأ وأستحي من الله أن أصلي بدون وضوء، رغم أنه تيمم وكان المسؤولون عن الشؤون الدينية يقولون له ليس على المريض حرج.
كان -رحمه الله- لايغضب لأي أمر من أوامر الدنيا، ولكنه يغضب إذا قصرنا في أمور الدين. وكان معروف عنه ومشهود له أثناء طريقه ، بالبدء في السلام على الصغير والكبير سواء يعرفه أو لا يعرفه ، وكثيراً ما حدثني بعض الجيران وكان أحدهم يقول أبوك رحمه الله كان يسلم علينا قبل أن يصل عندنا بعدة امتار .
اللهم اغفر لوالدي وارحمه، وأسكنه فسيح جناتك، واجزه عنا خير ما جازيت والدًا عن ولده، وارزقنا بره بعد وفاته يا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين.
من العبارات التي كان يقولها لي عندما كان يسمع بأخبار الوفيات من الأقارب والجيران والجماعة يقول:
-عبدالله؛ قلت: نعم.
-قال: الله يعيننا على حُزن بعضنا بعض.
كلمات بسيطة لكن تحمل معاني كبيرة ومدلولات عميقة لايزال يصداها يرن في أذني حتى اليوم.
مات أبو عبدالله، ولا زال الحزن على فراقه حتى اليوم.
كنت أُمني النفس بنظرة وكلمة وقُبلة وضمة، لكن الحمد لله على قضائه وقدره، وإن لله وإن إليه راجعون.
اللهم أنزله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء وآنس وحشته في قبره، اللهم انقله من ضيق اللحود ومراتع الدود إلى جنات الخلود في سدر مخضود، وطلح منضود وظلٍ ممدود ياغفور يا ودود.
اللهم اسقه من يد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شربةً هنية لا يظمأ بعدها ابدا .
ختاماً
في خمسة خمسة جماد أول
حل القدر واذرفت عيني
غاب الفرح عني وأتحول
واصبحت فاقد ذراعيني
عبدالله أحمد الزهراني
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ , وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ , وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ , وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ , وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ , وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، وَأَدْخِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ , وَأَهْلا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ , وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ , وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ , وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ
اخي عبدالله
الله يرحم ويغفر والدنا جميعا العم احمد ويسكنه في فسيح جناته مع النبين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
ويرحم ويغفر لوالدي ولجميع المسلمين
وشهاده لله والدك كان من اهل الله وكفي
رحمه الله على والدك ووالدي وجميع موتانا وموتى المسلمين
وكأني اتذكر مواقف عديده تشابه فراق والدي الذي انتقل الى الرفيق الاعلى في
7 / 7 /1438 هجري
عن عمر يناهز 77
وقبر يحمل الرقم 77
اكاد احس بجمره وسط قلبي لفراقه اكاد احس بشلل في جسدي لغيابه فكل ما يزداد لهيبي اتذكر قول الحبيب المصطفى عليه الصلاه والسلام
إن العين تدمع وان القلب يحزن ولا نقول الا مايرضي ربنا….
اللهم ارحمهم واجمعنا بهم مع الصديقين والشهداء والصالحين
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الجنة
موضوعك جميل أعجبني فكرة التاريخ المميز ربما يكون غير مميز عند البعض
الله يرحم الوالد ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويجعل قبره روضة من رياض الجنه.
ويشفي كل من ارهقه المرض
نسأل الله الحي القيوم ان يرحمه ويغفر له ويبدل سيئاته حسنات وان يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ..
وقفت على القصة فقرأتك لانها نابعت من العقل الباطن والروح هي التي تكتب كانت قصة مؤثرة وحزينة فيما يتعلق بالوفاة رحمه الله …لمست ان لديك قدره مؤثرة في كتابة القصة اكثر من المقال ??
رحمه الله رحمة الأبرار ، وأدخله الجنة دار القرار.
وجعل ماأصابه مطهراً له ومكفراً لذنوبه.
قال صلى الله عليه وسلم :
( ولايزال البلاء ينزل بالمؤمن حتى يقبضه إليه وليس عليه خطيئة ) أو كما قال ..
ولعل الله جعل والدك من أولئك المؤمنين.
ادع له دائماً وترحم عليه.
مقال رصين وحزين غفر الله للوالد ورحمه رحمة واسعة وهذا الشبل من ذاك الأسد
من برك به ما كتبته عنه اليوم وحملت اسمه فكنت خير من حمل ، أسكنه ربي فردوسه الأعلى وأطال عمر الوالدة وكل من يعز عليك وتحبه وبارك في عمرك وعلمك وعملك
الله يغفر له ويرحمه رحمه واسعه ويدخله الفردوس الأعلى
الله يغفرله ويرحمه ويسكنه فسيح جناته
رحمة الله واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
الله يرحم والدكم ويسكنه فسيح جناته
حقيقة موقف مؤلم وشجاع منك للتخفيف على اخوانك والوالده ..
ومحلول البنت جعلك قلق جدا
طيب الذي كتبت المقال في يوم الجمعه .. الله يرحم جميع موت المسلمين ..
أخي العزيز ابواحمد،،كماذكرت رعاكم الله وفاة والدكم رحمة الله تعالى،في يوم تشابهت فيه ارقام اليوم والشهر والسنه وسيخلد في ذكراكم وفاء وحبا وبرا مهما اختلفت الارقام فلن ينساه ابن بار مثلكم رزقكم الله بره،، وهذه سنة الحياة ماضيه على الجميع وصدق الله جل في علاه حين قال(ولكل أمة اجل فإذا جاء اجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون)
اللهم صب على قبر والدكم شآبيب رحماتك
اللهم خصه برحمتك ياذو الفضل العظيم،، مامات من خلف رجال امثالكم،، نعم الخلف لخير سلف،،، ابوسلطان
اللهم إجعله في عليين وجميع موتى المسلمين وأرحمه وأرحم عبادك أجمعين .
رحمه الله واسكنه الفردوس وجمعكم به في مستقر رحمته
رحمه الله تعالى ووالدينا وأموات المسلمين