مع انطلاقة برنامج التحول الوطني 2020 في مرحلته الأولى والمرتبط بأهداف رؤية المملكة الاستراتيجية 2030 والتي شملت العديد من الوزارات، ومنها وزارة الحج والعمرة حيث تسعى الوزارة للارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين وتمكين ضيوف الرحمن من أداء فريضة الحج والعمرة والزيارة بكل يسر وسهولة ولإثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم المعرفية والثقافية، كان الهدف الاستراتيجي الرابع لوزارة الحج والعمرة هو رفع مستوى الوعي لدى العاملين في منظومتي الحج والعمرة، ومن أبرز أهداف التحول الوطني 2020 رفع عدد المستفيدين من برامج تدريب العاملين في منظومتي الحج والعمرة من 7 آلاف مستفيد إلى 40 ألف مستفيد، و من أهم أهداف رؤية 2030 هو زيادة القوى العاملة النسائية في سوق العمل ورفع مشاركتهن من 2% إلى30%.
ولتمكين المرأة من المشاركة في مجالات عدة، ومنها ضيافة الحجاج والمعتمرين والزوار للبلد الحرام ولمدينة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ولأن 50% من منسوبي مؤسسات أرباب الطوافة الستة هن “مطوفات”؛ لذا كان لابد من تفعيل دور المطوفة وصقل مهاراتهن بالتدريب المخطط والمنظم للعمل الميداني الموسمي، وكعضوة أيضا في مجلس الإدارة كما نصت المادة الثانية والأربعون من اللائحة التنفيذية لانتخابات أعضاء مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوافة على (أنه يجوز للوزير أن يعين مالا يزيد عن امرأتين ضمن الثلث المعين كأعضاء في مجلس الإدارة – وفق الضوابط الشرعية – على أن تتوفر في كل منهما شروط المرشح عدا شرط الخدمة في المهنة). والتي رجح معالي وزير الحج والعمرة – آنذاك – تأجيلها لافتقار بعض المطوفات للخبرة الميدانية، وإعطائهن الفرصة خلال الدورة الحالية لاكتساب الخبرة المطلوبة خصوصا بعد استبعاد المطوفات اللواتي كُن يعملن مع ذويهن في المهنة نتيجة لإنشاء مؤسسات الطوافة في مرحلتيها التجريبية والرسمية.
وأمام تحديات العصر تقدمت مجموعة من المطوفات بدراسة رائدة بعنوان (تحديد الاحتياجات التدريبية لمطوفات مؤسسات الطوافة في ضوء رؤية المملكة 2030) والتي نُشرت في مجلة الملتقى العلمي لأبحاث الحج والعمرة والزيارة 17 عام 1437هـ التابعة لمعهد خادم الحرمين الشرفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة.
وقد بلغ إجمالي نسبة استجابة الإناث 72% من أصل 263 من عينة الدراسة شاملة المطوفين والمطوفات، مثلت المطوفات الأصيلات نسبة 49% وتلاهن بنات المطوفين بنسبة 15 % ثم بنات المطوفات بنسبة 8%.
أما سنوات الخبرة فإن 52% من عينة الدراسة لم يسبق لها العمل في مهنة الطوافة بينما 16% عملن أقل من خمس سنوات، وهذه إشارة إلى أهمية تحديد الاحتياجات التدريبية للمطوفات، والتي تلخصت في السبعة المحاور التالية:
احتل محور التوعية والتثقيف المركز الأول حيث وافق 90 % من عينة الدراسة على ضرورة الاهتمام بجانب التوعية بالأمن ومهارات السلامة والتوعية الصحية وسلامة الغذاء للحجاج والمعتمرين والزوار، والقائمين على أعمال الحج والتدرب على الإسعافات الأولية والإخلاء وغيرها.
تلاها محور المهارات السلوكية؛ حيث وافق 88% من إجمالي عينة الدراسة عليها كحقوق وواجبات المطوفات وأخلاقيات المهنة وخلافها.
ثم وافق 85% من إجمالي العينة على محور الثقافة الدينية ومناسك الحج، وخاصة أحكام المرأة وفقه الحج ورفع مستوى الثقافة التاريخية والإلمام بعادات وتراث الدول.
كما وافقت 82% من المهتمات بتطوير المهنة على محور العمل الميداني بدءًا بالاستقبال وضيافة الحجاج، وحتى إدارة الحشود وحل المشكلات والفرق الميدانية المتخصصة كل في موقعها.
وافق 80% من عينة الدراسة على محور العلاقات العامة والإعلام؛ لتسهيل التواصل مع الحجاج بلغاتهم المختلفة، أو عبر التجاوب معهم في وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر توثيق كافة اللحظات والذكريات بالتصوير أو بالتقاريرالمنشورة أو المرئية.
جاء في المرتبة التي تليها محور المهارات التنظيمية والإدارية بنسبة موافقة 78 % وهو محور الخاص بالمديرين وأعضاء المجالس من حيث وضع الخطط الاستراتيجية والتشغيلية وأهداف المنظمة ومتابعتها.
أخيرا وافق 77 % من مستجيبي عينة الدراسة على أهمية التدرب على المهارات المكتبية والتقنية لأداء الأعمال بشكل مقنن واحترافي ومنظم، كادخال بيانات الحجاج والجوازات وعمل الجداول، والعروض والتقارير الإحصائية وغيرها.
نتج عن هذه الدراسة أربع توصيات هامة، وهي أهمية وضع خطة استراتيجية لتدريب المطوفات، توفير البيئة الفاعلة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتدريب، كما شددت الدراسة على أهمية وجود عضوتين من المطوفات في مجالس الإدارات لتتلمس احتياجات المطوفات التدريبية التي تسهم في تطوير أداء عملهن. وأخيرا التوسع في إعداد البحوث التي تساهم في تطوير مهنة الطوافة بشكل عام والمطوفات على وجه الخصوص.
حنين أمين سرحان
