عبدالله احمد الزهراني

وزير الإعلام الجديد

عندما اطلعت على وسم #متضامن_مع_محمد_الذيابي، وردود الأفعال التي صاحبته في تويتر، لم اصدق ذلك لعلمي بـ(إنسانية) وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد التي لامستها عن قُرب ولم أكتب عنها في حينها خشية من أن أصنّف ضمن جماعة (التطبيل) لا سيما، وأنني كرئيس تحرير لا يتقبل البعض رؤية مثل هذا النوع من الطرح حتى وإن كنت محقا فيما أقوله، ولا أدري من أين جاء هؤلاء بهذا الاعتقاد الخاطئ؟!

اعود لموضوع المذيع بالقناة السعودية الزميل محمد الذيابي، والتفاعل الكبير من المغردين مع الوسم الذي تناقل (إشاعة) فصله بعد الخطأ الذي ارتكبه أثناء حديثه مع الزميل جبريل أبو ديه المتواجد في (هامبورغ) بألمانيا، عندما أخطأ المذيع في نطق كلمة هامبورغ ونطقها “هامبورغر“.

ورغم الخطأ الذي ارتكبه الزميل محمد، إلا أن وزير الإعلام الدكتور عواد العواد، خرج عبر حسابه الشخصي في تويتر، واصفًا ما حصل بأنه خطأ لغوي بسيط، وأعلن تضامنه مع المذيع ونفى صحة إيقافه، وبالتالي أنهى الجدل المصاحب للوسم. علمًا بأن الوزير يتواجد خارج المملكة في مهمة عمل رسمية ولديه من الأعمال التي قد تجعله لا يتفاعل مع الوسم وأن يتشاغل عنه، ولكن الوزير خرج بكل بساطة وبتغريدة أنهى الموضوع وقدم نفسه كالعادة بالمسؤول الشفاف الذي تتشرف به الوزارة، وكل من ينتمي لها.

هفوة الهمبرقر.. كشفت عن جزء بسيط من إنسانية العواد التي لمستها عن قرب في نادي جدة الأدبي؛ حيث توجهت إليه بعد نهاية الاجتماع مع المثقفين من أجل عمل لقاء صحفي مع الزملاء في القناة الثقافية والصحف المحلية، فبادرت معاليه بسؤالي الأول، وبعد الإجابة أخذ خطوة للخلف يريد أن ينهي اللقاء، ثم بادرته على الفور بسؤال ثان وأجاب عليه، وما إن بادرته بالسؤال الثالث إلا وسحب نفسه يريد المغادرة لإرتباطه بالسفر وانتهى اللقاء، ورغم اكتفائي بالسؤالين إلا أنني تفاجأت بالوزير يضع يده على كتفي ويعتذر مني عن عدم إكمال اللقاء في موقف جعلني أُكبر فيه تواضعه الجم (وروحه الإعلامية) التي قل أن تجدها في مسؤول مثل العواد، وتذكرت حينها قول الشاعر:

إن كريم الأصل كالغصن كلما
ازداد من خير تواضع وانحنى

العواد يا سادة جاء؛ ليعمل بصدق وإخلاص فرغم أهمية قمة الرياض والقمة الخليجية والقمة العربية الإسلامية الأمريكية التي استضافتها الرياض مؤخرًا، ومشاركة معاليه في عدد من اللجان التحضيرية للقاء الكبير إلا أن الوزير اقتص من وقته الثمين واجتمع برؤساء التحرير في الصحافة الإلكترونية والورقية وكتاب الرأي قبل بدء القمة بأيام معدودة؛ مما يؤكد بأن جدول الوزير لا يوجد به مساحة للتقاعس.

تشرفت بحضور لقاء الوزير في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، واستأنست شخصيًا بحديثه واهتمامه بالإعلام الجديد، ورغبته الكبيرة في تطويره، حيث كان الوزير شفاف في حديثه ، لم يتصنع، ولم يتكلف، ولم يتنمق في اختيار العبارات بل انشرح صدري لحديثه وتفاءلت بمستقبل الصحافة الإلكترونية في ظل فكره المستنير ، وأثناء اللقاء لم يخفِ الوزير سرًا فقد كشف لنا عن عزم الوزارة في إنشاء مركز للإعلام الجديد، وبعد أيام تم الإعلان عن انطلاقته.

أكثر ما لفت نظري في اللقاء هو سرعة تجاوب الوزير عواد مع طلب رؤساء التحرير بأن يشاركوا في تعديل لائحة النشر الإلكتروني الجديدة، وعلى الفور لبى طلبهم مباشرة بل قال بالحرف الواحد: اعملوا قروب وسوف أكون معكم فيه، وعندما طالبوا بدعم الصحافة الإلكترونية وعدهم بالدعم وكان أول بوادره إطلاق #مؤشر_الإعلام_
الرقمي، والذي جاء ليسهم في رفع أداء التحول الرقمي في القطاع الإعلامي على حد قول الوزير ، وعندما تساءلوا عن عدم مصير جمعية الإعلام الإلكتروني رغم سدادهم للعضوية، وعدهم بالنظر في امرها، وأيد فكرة انطلاقتها رغم عدم علمه بها لحداثة عمله بالوزارة ولكنه مقتنع بفكرتها.

وفيما يتعلق بالشأن الثقافي، اجتمع الوزير بالمثقفين في أدبي جدة فور الانتهاء من مؤتمرات الرياض الثلاث، وطالبوه بإعادة النظر في لائحة الأندية الأدبية، رد عليهم بكل بساطة وقال: أقترح أن تختارون من تريدون ليصيغوا اللائحة الجديدة، وسوف يكون (80%) منها مما ترفعونه لنا وآمل أن تكون بنسبة (100%). كما أشار الوزير العواد إلى دعم مفهوم الثقافة الاقتصادية ودعمه لصندوق المثقفين، وكان اللقاء في مجمله إيجابيا بالنسبة للمثقفين.

لم تتوقف إنسانية الوزير العواد عند هذا الحد، فقد كان من أول المشيعيين لجنازة ملك الصحافة السعودية تركي السديري في الجامع وفي المقبرة، فأي شفافية بعد هذا وأين تجد تعاملا وتعاونا مثله؟

كما كان من المبادرين بإحتضان الإعلاميين السعودين العائدين من قطر بعد قرار المقاطعة .

العواد جاءإلى الوزارة قادما من ألمانيا البلد الذي له خصوصيته عن باقي البلدان، وكان له حضور كبير إبان عمله في سفارة خادم الحرمين الشريفين ومشهود له بالكثير من الإيجابيات التي ساهمت في رُقي العلاقة بين البلدين.

ختاما
إذا كانت لائحتي (النشر الإلكتروني والأندية الأدبية) طاردة كما يراها الصحفيون والمثقفون، فإن الوزير عواد العواد قادر على جعلها جاذبة، تسهم في تطوير ورقي العمل الإعلامي والثقافي وفق رؤية المملكة الجديدة 2030، وهذا ما لمسته شخصيا أثناء حضوري للقائين في جدة والرياض.

Related Articles

3 Comments

  1. مقال قيم ، وصياغة رائدة من إعلامي متميز.

    وهكذا ينبغي أن يكون المسؤول الأول في الصحافة والإعلام ، يتصرف تجاه كل حدث بواقعية مهنية ، ويقرر تجاه الإعلاميين
    والصحافيين ببصيرة في ضوء ماقد يطرأ في قنوات البث المقروء والمسموع والمرئي.

    رجل عقلاني يتصرف بواقعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button