أحمد حلبي

أين متحف مكة والحج ؟

رغم تاريخها المليء بالأحداث منذ نشأتها الأولى كقرية صغيرة بواد غير ذي زرع تحيط بها الجبال ، ويتوسطها بيت الله الحرام الذي بناه الخليل ابراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل ، وبها ماء زمزم خير ماء على الأرض ، ومن جبل ابي قبيس رفع الخليل ابراهيم عليه السلام الاذان بالحج فقصدها الحجيج ، ومن بطحائها خرج خاتم الأنبياء والمرسلين سيد ولد أدم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، حاملا رسالة الإسلام الخالدة .
ورغم كل هذا وتاريخها الذي لا يقارن بتاريخ أمم سابقة ولا أمم لاحقة ، فلا زالت مكة المكرمة تفتقر لوجود متحف جامع كامل يجمع تاريخها المبعثر هنا وهناك ، فما نراه حاليا من متاحف حكومية كانت كمتحف عمارة الحرمين الشريفين ومتحف مكة ، أو أهلية ماهي الا اجتهادات قامت بها تلك الجهات وأولئك الأفراد يشكرون عليها ، فلم نر حتى اللحظة متحفا جامعا لتاريخ عمارة الحرم المكي الشريف منذ عمارة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، الذي أطلق أول توسعة للمسجد الحرام ، بعدما أفسد سيل أم نهشل مباني المسجد الحرام .

القادمون من خارج مكة المكرمة من معتمرين وحجاج ، يبحثون عن تاريخ المسجد الحرام فلا يجدونه ، لأن أبناء مكة المكرمة ـ غير المتخصصين ـ يجهلون تاريخ عمارة المسجد الحرام ويتطلعون كغيرهم الى اليوم الذي يرون فيه متحفا جامعا لتاريخ المسجد الحرام ، وهذا لا يعني الاقلال من شأن متحف الحرمين الحالي ، فالمتحف الحالي يؤدي دوره بشكل جيد ووفق الامكانيات المتاحة أمام مسؤوليه الذين يشكروا على ما يؤدون .
ثم نأتي للسؤال عن خدمات الحجاج ، ونسأل وزارة الحج والعمرة كجهة مشرفة على النقابة العامة للسيارات ، ومؤسسات أرباب الطوائف ” المطوفون ، الوكلاء ، الادلاء ، الزمازمة ، ” ، أين هو متحف الحج ، وكيف يمكن للحاج التعرف على الخدمات السابقة ومقارنتها بما يراه حاليا من خدمات ، أليس من الواجب على الوزارة أن تسعى لإنشاء متحف للحج ؟
وان قال البعض أن متحف الحج بمؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا ، ومتحف الزمازمة قد ترجما جزءا من الخدمات التي كانت تقدم لضيوف الرحمن سابقا ، ويشكر القائمون عليها ، غير انهما محدودان فلا يمكن للحجاج بزيارتهما ، فهما ـ أي المتحفين ـ مغلقان ولا يفتحان أمام الجمهور .
والسؤال نفسه يوجه لوزارة النقل ، ووزارة الشئون البلدية والقروية ، فأمانة العاصمة المقدسة حتى اللحظة لم تسعى لإقامة متحف لمكة المكرمة ، فهي منشغلة بمهرجانات غناء الأطفال والعاب الخفه !
ان الهدف من اقامة متحف مكة المكرمة ليس التحدث والتغني بما كنا عليه وما وصلنا اليه ، لكنه اشارة لأبنائنا وأحفادنا ، لإشعارهم بالرفاهية التي ينعمون بها اليوم ، وتوجيه رسالة تدعوهم للمحافظة على ماهم عليه والعمل على تطويرها .
فمتى نرى متحفا جامعا لمكة المكرمة ؟
وهل تسعى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للعمل على انشاء هذا المتحف ؟
أم سنرى تحركا من قبل رجال الأعمال لإنشاء شركة تتبنى اقامة المتحف ؟

أحمد صالح حلبي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button