لا تزال قطر تُكابر وتصر على تعنتها بشأن الانصياع لمطالب مشروعة تقدمت بها الدول الأربع المقاطعة بعد أن تدخلت وبشكلٍ سافر على سيادة تلك الدول، ذلك التدخل إن استمر سيؤدي إلى ويلات على العالم كله من خلال ماتقوم به من دعم للإرهاب وتبنيها للمجموعات الإرهابية.
وبرغم ماتمر به قطر من ضغوط سياسية واقتصادية خانقة إلا أنها لا تزال على إصرار مستمر في توجهها المخالف لكل النظم والأعراف الدولية، الأمر الذي سيقود هذا البلد إلى متاهات اقتصادية صعبة جدًا، لاسيما بعد أن آكد خبراء الاقتصاد الخسائر الفادحة التي مني بها الريال القطري إلى جانب التبعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الأخرى، فنظرة العرب شعوبًا وقادة لهذا البلد انحسرت نوعًا ما وبدأت تتراجع نظرًا للأحداث التي مر بها كل بلد فالربيع العربي نتاج الجزيرة الذي أضحى خريفًا في ذاكرة الجموع العربية، وهشم كل الآمال والطموح في ساحة التكامل نظرًا لما خلفه من أطلال وركام تذروه الرياح، وسيظل غباره معتمًا في سماء الأجيال القادمة، فعاصمة الرشيد والفيحاء وأرض الكنانة تئن آلامًا، وتنزف جراحًا جراء توجهات دويلة قطر.
إن ما مُدّ لقطر من جسور نجاة ودعوات صادقة هي محاولادت جادة لعدم خروجها من البيت الخليجي والعربي، إلا أنها لاتزال تحاول أن تستقوي بالبعيد وتتوثق به وهذا لاشك خروج عن المألوف في المشهد السياسي حتى إنها بدت كغريق يتشبث بالقش، تخبط أعمى كحاطبة ليل، وهذا لاشك اتجاه نحو الظلمة وضياع للمشروع السياسي، كل ذلك يعكس غياب الاعتدال وبروز العنت والتشدد وهذا طريق مجافٍ للوسطية والاعتدال، السؤال المطروح والمتبادر إلى الذهن.
هل الفكر الإخواني هو من أروى هذا الطريق ليتجه على هذا النحو؟
حتى إن قطر ترى في الاعتدال شكلًا من أشكال الضعف مع أن ذلك منهج الأمة.
إن الفرصة لاتزال قائمة، وإن ضيعتها قطر ستضع نفسها في خطيئة تاريخية وسياسية كبرى بعد أن أرهقت وفودها سياسيًا، وهي تستجدي العالم وتطوف عواصمه تتباكى بدموع التماسيح وهذا لاشك عكَسَ ازدواجية السياسة القطرية التى سعت جاهدة فيها إلى الانتصار والمغالبة دون وجه حق بعد أن ظهرت تمحور سياستها بين طرفي الأمير والأمير الوالد؛ لتتأرجح بين بعدي ظلام الإعلام السابق وعتمة سياستها الحالية، أماني كسراب بقيعة لن تجده على الإطلاق، فمن فجر الانقلاب الذي عُدّ مهادًا لمشروع التغيير حسب زعم قادة الفكر الإخواني.
فقطر تبتعد تمامًا عن الحقيقة التي تغنت بها ردحًا من الزمان عبر قناتها الإعلامية الجزيرة، وتلك هي مفارقة حقيقية وازدواجية واضحة في الخطاب أدركها العالم وتدركها اليوم شعوب المنطقة، قطر التي أزكمت الأنوف وأصدعت الرؤوس من عبث تبنته وسعت خلفه لشرق أوسط جديد على حد زعمها مع من يدعمها في ذلك فغدت تبث سمومها عبر أبواق مستأجرة من خلال برامج الرأي الواعدة، وصدقوا أنها منبر لا منبر له ووثقوا بمقولتهم المركزية الرأي والرأي الآخر، قطر التي تبنت هذا المفهوم لسنوات وشغلت نفسها والعالم كله، اليوم يتضح وبجلاء أن التغيير الذي تريده قطر، هو على حسب مفهومها الأعمى والضيق فضلًا عن الاهتمام بالشعوب أو حتى رأي الشعوب.
أخيرًا مهما ابتعدت قطر عن محيطها الخليجي والعربي سيبقى الخيار الذي لا بديل عنه وأوله المقاطعة. إلى اللقاء…
عوضة بن علي الدوسي
ماجستير في الأدب والنقد
1
مقال في الصميم استاذ عوضه الدوسي
قطر اضاعت فرص التلاحم الخليجي والمصير المشترك الذي لا يمكن ان يستبدله القطريون بإيران المجوس والأتراك من خلفهم وأذرعتهم الإرهابية سواء من المنظمات المعروفة او الأخونجية التي ارادت ان تنتقم من الشعوب العربية بأموال قطرية ومنصات إعلامية قطرية وتواطؤ دولي مفضوح بداء من امريكا وانتهاء بروسيا والدول الأوربية همهم مصالحهم وقد ضمن لهم قطر ذلك ومع ذلك تدعي انها مطالبة بالتخلي عن سيادتها وهي اصلا لا تملك من السيادة الا أسمها عجبا والله من هذه القيادة الخائنة الضالة التي بعثرت اموال قطر لأغراض شريرة هدفها التخريب فقط.