العيادة البيئية الشاملة
هل فكرت بمشاكل صحية خطيرة سببها قد يكون تلوث خزانات مياه الشرب ، وذلك في إهمالنا لتنظيفها وتعقيمها ربما سنوات متتالية ، وقد يعزوا الكثير اننا لا نستخدم مياه الخزانات في الغالب في الشرب ، ولكن تستخدم لغسيل الجسم كالوضوء للصلاة الخمس والاستحمام ، والكثير يستخدمه للطهي وغسيل اواني الاكل وعمل عمل المشروبات الساخنة . وقد يتسائل القأري اين المشكلة ، تكمن المشكلة ان لدى جسم الانسان مسامات نفاذة لفطريات وميكروبات وفيروسات وجراثيم متناهية الصغر من السهل ان تتسرب خلال مسام الجسم او بعض المواد الكيميائية الذائبة في الماء .
وقد حدثني سعادة الاستاذ الدكتور حسني مؤذن استاذ الكيمياء العضوية بجامعة ام القرى الذي قال انه أهمل غسيل الخزانات العلوية والسفلية لمنزلة لمدة خمس سنوات وبعدها اصاب بمرض في جهازه الهضمية عانى منه حوالي خمس سنوات ومختصرها كان السبب عدم غسل خزانات منزله تسبب له هذا المرض من هذه المقدمة ندخل في اهم ما اشارت له دراسات مهمة إلى أن تلوث الخزانات يرجع إلى عدة أسباب، من أهمها استنفاد كميات كبيرة من الكلور الحر فى أكسدة بعض العناصر الملوثة الموجودة بالمياه والمتخلفة عن خلل بعمليات المعالجة، فينتج عن ذلك وصول المياه إلى الخزانات العلوية خالية من الكلور، وحتى إذا وجد فإنه يفقد خلال فترة التخزين وبتأثير درجات الحرارة المرتفعة والتى تزيد خلال شهور الصيف، و بالتالي لا تحتوى المياه على أية وسيلة لحماية المستهلك من الملوثات الضارة بالمياه.
ومن أهم ملوثات الخزانات الرواسب أو ما يسمى “العكارة” ويصاحبها تلوث ميكروبي إما نتيجة بكتريا أو فيروس أو طفيليات، وهذه الرواسب ما هى إلا جزيئات من مواد عضوية أو غير عضوية عالقة بالمياه قد تكون حاملة للكائنات الدقيقة أوتغلفها.
وفى كلتا الحالتين فهذه الحبيبات تحمى الكائنات الدقيقة من تأثير المطهرات فتمنع الوصول إليها أو قد تستنفد خلال التفاعل مع مكونات الرواسب فتؤكسدها، وتشكل هذه الرواسب مصدرا لتغذية الكائنات الدقيقة فتتكاثر وتزداد أعدادها فى المياه داخل الخزان، وتكون مستعمرات على شكل طبقة جيلاتينية لزجة على جدران الخزان فتصبح مصدرا دائما لتلوث المياه، مما يشكل خطرا على الصحة العامة للإنسان . وقد ثبت ان الخزانات المصنعة من الصلب غير القابل للصدأ أكثر الأنواع أمانا، ولكن خزانات الاسبستوس والبلاستيك قد لا سمح الله تسبب السرطان . وكذلك نجد ان من العوامل المهمة الملوثة للخزانات بقاء المياه ساكنة مدة طويلة مما يساعد على الترسيب، وبالتالي تجد الكائنات الدقيقة البيئة المناسبة للتكاثر، هذا إلى جانب ارتفاع درجة حرارة مياه الخزان إلى 30 درجة مئوية، وهو ما يتحقق خلال أشهر الصيف ويساعد على زيادة نمو الكائنات الملوثة .
تابعونا في مقالنا القادم نتكلم عن مصادر تلوث الخزانات ومتعلقات اخرى مهمة.
دكتور فهد عبدالكريم علي تركستاني
استاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى