ونحن صغار، كنا نكتب على ظهر أغلفة الكتب المدرسية حكمًا متعددة، أبرزها) الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك(، وهي حكمة جليلة كانت دائمًا تمر بصورة عابرة في أذهاننا لكثرة اعتيادنا عليها، فهل فكرنا حقًا في أهمية الوقت أم أننا نجهل ذلك ونكابر؟ !
الوقت هو ذلك الشيء الذي نتعامل معه بشكل يومي ويرافقنا كظلّنا.. يقول (ريتشارد فينمان) أحد علماء الفيزياء والحائز على جائزة نوبل: نحن علماء الفيزياء نتعامل مع الوقت يوميًا، ولكن لا تسألني عن ماهيّته، إنه أصعب مما نستطيع إدراكه.
لقد حدد الله الوقت للإنسان بأن جعله ممثلًا للفترة التي يعيشها في هذا العالم وهي الفترة التي يجب فيها على الإنسان أن يستغلها بالقيام بجميع الأعمال الصالحة لتحقيق الغاية والمقصد من خلقه في هذه الدنيا الفانية، ألا وهي عمارة الأرض..
وكل البشر على اختلاف أعمارهم وأعراقهم وأجناسهم لديهم يوميًا 24 ساعة، ولكن لكل شخص الحرية في التصرف، فهو إما يهدر هذه الساعات الثمينة بالأعمال والأنشطة التي لا أهمية لها وسبب ذلك غياب الرؤية المستقبلية وعدم التخطيط الجيد، أو أن يُنظم وقته كل يوم للقيام بأعمال مفيدة، ورسولنا الكريم يقول (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).
والوقت هو من الأشياء الأربعة المهمة التي يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة كما جاء في في الحديث الشريف (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟).
الوقت ليس كالمال الذي يمكن ادخاره أو توظيفه، ولكن يُمكننا حسن التصرف فيه وهنا مربط الفرس، فالإستفادة من الوقت هي التي تحدد الفارق بين الشخص الناجح والفاشل، فالصفة المشتركة بين الأشخاص الناجحين هي قدرتهم على الموازنة بين الواجبات والأهداف، وهذا لا يتحقق إلا من خلال إدارتهم الناجحة لذاتهم ووقتهم.