مثلما نكتب عن التقصير في أداء بعض قطاعاتنا الحكومية بحبٍ وحرص..للارتقاء بها إلى ما يتوافق مع طموح المواطن ويليق بمكانة هذا الوطن العظيم..فإن من واجبنا الكتابة أيضاً عن النجاحات المشرفة وبقع الضوء الكثيرة جداً..التي يزخر بها الوطن في كل مجال..ويقوم بها رجال مخلصون نذروا أنفسهم لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم.
ورغم أن الموقف كان حزيناً والصوت كان متهدجاً إلا أن نبرات الرضى والامتنان لم تكن خافية في صوت صديقي(ضيف الله رهوان الزهراني) الذي اتصل بي ليصدمني أولاً بوفاة أخيه (علي) رحمة الله عليه بسكتة قلبية أثناء رحلتهم الصيفية إلى إندونيسيا قبل أسبوعين.
كان ضيف الله يعبر عن شكره وامتنانه للمواقف المشرفة التي وقفتها سفارة خادم الحرمين الشريفين بجاكرتا معهم بكافة طاقمها..وكافة إمكاناتها..حيث بمجرد إبلاغ السفارة بحادثة الوفاة تولت إنهاء كافة الإجراءات مع السلطات الإندونيسية..ابتداءً بإجراءات المستشفى والجهات الأمنية.. وحجوزات الطيران للمرافقين ونقل الميت في تابوت إلى المطار..وانتهاءً باتصال سعادة السفير أسامة محمد الشعيبي لتعزيتهم والاطمئنان على حالهم وعلى الإجراءات التي تمت معهم وهم في الطريق إلى الوطن..وقد كان لسعادة رئيس قسم السعوديين بالسفارة الأستاذ باسم بامقاء هو وطاقمه الفضل الكبير بعد الله في هذا العمل..حيث قال لي صديقي:لقد توّلت السفارة كل شيء لدرجة أننا لم نفعل شيئاً.
كان اتصال صديقي بهدف أن نكتب خطاب شكر لسعادة السفير وكافة أفراد سفارته.. ولكنني فضلّت أن أكتب مقالة لأشكرهم بها نيابة عن صديقي وعن كل سعودي يرى في صنيعهم ووقفتهم الصادقة مع رجل مكلوم عملاً يستحق الثناء.
لقد جربت بنفسي عمل السفارات السعودية في بلدان مختلفة ومواقف مختلفة فلم أجد منهم إلا (الفزعة) والأصالة والحمية..وكل ما (يبيض الوجه) بيض الله وجوههم.
صالح جريبيع الزهراني