قبل سنوات قريبة جدا، وبعد الفراغ من زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه، وكالعادة حين العودة لمكة المكرمة يتم البحث وقتها عن النعناع”المديني” المتميز ولكن أتت التحذيرات بالبعد عن الشراء من أماكن معينة! وإن كانت بنسبة مرتفعة للأسف.. والتوجه إلى بعض المحلات المعروفة؛ لكونها لا تضع المبيد الكيماوي على منتوجاتها،بمعنى أن زراعتها طبيعية، ومتأنية في إنتاج المحصول وعدم تسويقه بطريقة سريعة؛ طمعا في الكسب المكرر من خلال الإكثار في استخدام المواد الكيماوية.. وبالتالي تتابع دفع المحصولات للسوق. وإذا عرف السبب بطل العجب..فأغلب أصحاب المزارع سلموا مزارعهم للعمالة الوافدة.. والتي يهمها بالتأكيد الكم على حساب الكيف.. ومن المؤكد أنهم لم يجدوا الرقابة الكافية من الجهات المختصة، وإلا لم ماكان لهم أن يتمادوا في غشهم المخجل وجشعهم الملاحظ.
وماحدث مؤخرا في سوق التمور في مدينة عنيزة إلا امتدادا لمايحصل في سوق المدينة المنورة..وغيره من الأسواق المركزية في مدن المملكة من التلاعب بمستوى الجودة في المحصولات الزراعية.. فبعد تواجد التحاليل المختبرية الرسمية وأخذ عينات عشوائية من المعروض.. انكشفت الأساليب الرخيصة في عرض منتوجات التمور الوفيرة جدا ، والتلاعب بصحة المستهلكين دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاهم، وخاصة في محصول التمر السكري والذي يجد قبولا واسعا لدى شريحة كبيرة من الناس؛ نظرا لطعمه المتميز، وشكله الجذاب.فكم من المشترين تناولوا من هذه التمور بكميات عالية وخاصة في شهر رمضان ؟
يقول الدكتور أحمد عبد العزيز العمار مدير مختبر الغذاء والبيئة في محافظة عنيزة “كمية هذه التمور هي تقريبًا طنين ونصف، وكانت فيها نسبة مبيد أعلى من حدود المسموح به.. طبعا العمل يبدأ من العصر إلى الساعة التاسعة مساءا.. تؤخذ العينات، ويتم تحليلها ، ثم يتم حقنها بالأجهزة إن سي أم إس وجي سي إم إس، وهما من أحدث الأجهزة المخصصة في فحص متبقيات المبيدات، وطبعًا شكل التمور جميل جدًا..!! ولكن وجدنا فيها أثيون يستخدم لتنضيج الثمرة.!! ونسبته أعلى من الحدود بنسبة ١٥٠٪ وخطورته عالية جدا،وهو من أسباب السرطانات، والتليف الكبدي ، والفشل الكلوي، وتأثيره مباشر على الأطفال. وإشكالية التمور وضعه في “الفريزر ..” “والفريزر” يحافظ على المبيد.. والإجراء المتخذ هو إبعاد المزرعة عن السوق؛ حفاظًا على المستهلك حتى يظهر خلاف ذلك. وهذه الكمية لا تدفن ولا تعطى للعلف، ولكن تستخدم للردم الصحي.. ” ونحن نقول ياليت تحذوا الجهات المماثلة في مدن المملكة بهذه الخطوات العملية.. حفاظا على الصحة العامة. وإن هي كذلك.. فنأمل مضاعفة الجهود.