في ظل التطور السريع لعالم التقنية ظهر مفهوم المدن الذكية والذي يهدف إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة لتطوير المدن وجعلها أكثر جاهزية وقدرة على مواكبة عجلة التطور والزيادة السكانية ومواجهة التحديات الأمنية والبيئية والخدمية لتقديم خدمات أكثر استدامة للسكان والزوار ولدفع عجلة التنمية في اتجاه خلق مدن تنعم برفاهية أكبر وإدارة أفضل .
وعلى ضوء ذلك عرّف مدير إدارة تشغيل النظم والشبكات بأمانة العاصمة المقدسة والخبير في مجال المدن الذكية المهندس / فهد فيصل كتوعة بأن المدينة الذكية هي المدينة القادرة على معرفة نفسها عن طريق جمع المعلومات والبيانات وتحليلها للحصول على مؤشرات الأداء التي تساهم في دعم اتخاذ القرار والتحكم بمكوناتها آنياً وتفعيل المشاركة بين كافة القطاعات المختلفة ضمن أُطر وتشريعات محدثة .
إذ أن استخدام التكنولوجيا للتحول إلى مدن ذكية يعتمد على استخدام مفهوم تكنولوجيا إنترنت الأشياء (Internet Of Things) وهو عبارة عن ترابط مجموعة من الأجهزة الخدمية مثل الحساسات والمتحكمات والكاميرات وغيرها من الأجهزة التي سيتم نشرها في أنحاء المدينة .
إضافة إلى المشاركة في البيانات والمعلومات بين الجهات ذات العلاقة .
وأن كمية مخرجات أجهزة إنترنت الأشياء بالإضافة لمشاركة البيانات بين الجهات ستوفر قاعدة بيانات ضخمة تغذي منصة التطبيقات التي بدورها تقوم بالتحليل والاستجابة وإدارة المدينة آلياً ، وهذا الترابط بين الأجهزة والتكامل بين الجهات هو أكبر مؤشر على تطور المدن .
من ناحية أخرى أكد الخبير بأن دور المدن الذكية في تحقيق رؤية المملكة 2030 يتماشى مع التوجهات الاستراتيجية لحكومة خادم الحرمين الشريفين والتي يشكل أحد أهدافها رفع المكانة العالمية لمدن المملكة وجعلها أكثر تطوراً وقابلية للتوسع الحضاري والمعيشي ونظراً لخصوصية العاصمة المقدسة التي هي محط أنظار العالم وما تضمنته الرؤية من مضاعفة حجم استيعاب زوار هذه المدينة والارتقاء في مستوى الخدمات المقدمة لهم مما يشكل تحدياً أمام الجهات المعنية بإدارة المدينة لمواكبة هذه الخطة .
فإن تبني المفهوم العالمي للمدن الذكية هو من أنجح التجارب العالمية التي ساهمت بشكل مباشر في رفع مستوى الخدمات التي تقدمها المدينة وجعلها أكثر قابلية للإدارة واستخدام أمثل في المصادر والإمكانيات .
وعلى صعيد القطاعات المستفيدة أشار الخبير أن التحول إلى مدينة ذكية يخدم قطاعات متعددة سواءً أمنية أو تعليمية أو صحية أو خدمية فهي مصممة بطريقة تسمح بمشاركة المعلومات فيما بينها لبناء القاعدة المعرفية للمدينة والصورة أدناه توضح الإطار المشترك لخدمات المبادرة .
الله يوفقك واستمر