تعود أهمية الاتصال في العصر الحديث الى تحقيقه لاهداف عليا ناتجة عن التفاعل الانساني حيث هناك مرسل ، ومستقبل، ورسالة ، وقناة . وحينما تكون هناك ضوضاء دلالية او حسية من خلال القناة فإن الرسالة لن تصل الى المستقبل بالشكل المطلوب .. بل ربماتصل بصورة مشوهة أو غامضة أو معكوسة ..
ولأن الاعلام أحد أهم وسائل نقل الرسائل ومنها : الرسائل الإخبارية، والسياسية والعلمية ، والاجتماعية ، والاقتصادية .. فإن اي رسالة لابد ان تستخدم الوسيلة المناسبة لتحقيق الهدف منها ؛ سواء كانت الكلمة المنطوقة او المقرؤة او الصورة او الصوت ..
وقد انتشر مقطع من قناة العربية حول : (جاهزية المخيمات للحجاج القطريين في المشاعر المقدسة) وكانت هناك صورة واحدة بخيمة بها مراتب سفنج متعددة الاستخدامات ، بالاضافة الى المونتاج في التصوير الجوي للمخيم ،كما كان هناك تصريح لمسؤول في وزارة الحج وآخر من مؤسسة الطوافة لاكتمال التجهيزات للحجاج القطريين ..
ومن وجهة نظري أجد إن المشهد والتقرير لم يكن على مستوى من الاحترافية في الإخراج لقناة عريقة مثل قناة العربية وكان الاجدى تصوير عشرات الخيام المتراصة والمجهزة بكافة التجهيزات من اثاث، وثلاجات التبريد الخاصة والمرافق الصحية ، وصالات الطعام ..خاصة إن الحجاج القطريين هم من فئة VIP دائماً، وكان الاجدى إظهار الصورة الحقيقة للخدمات التي تقدمها لهم الدولة كل عام وهي بمواصفات ومعايير عالية .
وتصريح المسئول في وزارة الحج ان كنا نثق به كسعوديين ..الا إن المشاهد العربي لم يعد من السذاجة ان يقبل بأي حديث اذا لم يكن مدعوماً بالصور المتنوعة لإثباتات وأدلة قوية .. فالصورة اكبر برهان لتكوين القناعة للمشاهد بمصداقية الخبر ..
ما نأمله ان يقوم الاعلام المحسوب علينا بواجبه في إظهار جهود المملكة الجبارة في تقديم ارقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام فليس من يسمع كمن يرى بأم عينيه .
فالدولة السعودية تنفق الملايين والمليارات من الريالات على المشاريع في المشاعر المقدسة والخدمات الحكومية وترحب بجميع الحجاج من كافة اقطارالعالم الاسلامي ولابد من إظهار تلك الخدمات بصور معبرة عن المصداقية لان الرسالة الإعلامية لن تصل للمتلقي حينما تكون الصورة ضعيفة او مشوشة او غامضة ..