.
العيادة البيئية الشاملة
ذكرنا في مقالنا السابق عن أهمية الاعتناء بالمسابح خاصة في فصل الصيف من ناحية النظافة والتعقيم وما يسببه المسبح من امراض لو أهمل هذا الجانب واليوم نكمل حديثنا حول سباحة الأطفال .. كيف نتجنب أخطارها الصحية؟
قد يحب طفلك السباحة، ولكن هل هي فكرة جيدة أن يكون في الماء ولمدة طويلة ؟
هذه بعض النصائح التي قد تساعد في تجنب الأخطار الصحية خلال السباحة.
هل من المناسب للطفل الذي يلبس الحفاظات أن يسبح بها؟
هل من المأمون للطفل الذي يضع أنابيب الأذن أو الجبس ينزل بها الماء ؟
هل البكتريا التي تعيش في البرك أو البحيرات يمكن أن تجعل طفلك مريضا ؟
هذه الأسئلة وغيرها سيتم مناقشتها في هذا المقال.
بخصوص إمكان سباحة الطفل الذي يلبس حفاظات فإنه تتوافر عدة أنواع من الحفاظات مصممة خصيصا للبسها تحت الماء. منها نوع طاردة للماء وتلبس بإحكام حول الفخذين ووسط الطفل. ولكنها ليست عازلة تماما للماء.و لو تبرز الطفل في الماء فإن بعض البراز قد يتسرب إلى الماء.
الحفاظة المتسخة قد تحتوي على جراثيم تسبب الإسهال، بما فيها بعض الطفيليات التي تلوث مياه البرك أو مناطق أخرى يتم السباحة فيها. وهذه الطفيليات تسبب عدوي ومشكلات في المعدة وإسهالا. خاصة في الناس الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة.
البول في الماء اقل خطورة من البراز ولكن من الصعب تمييز احدهما من الآخر عندما يلبس الأطفال الحفاظات. لذلك ليس من الصحي ترك الأطفال الذين يرتدون الحفاظات في الماء والسباحة في البرك أو أي مناطق أخرى للسباحة.
السباحة بالتجبيرات وأنابيب الأذن
إذا كان الطفل يضع تجبيرة مضادة للماء مصنوعة من الفيبرجلاس (الألياف الزجاجية) ومغلفة بمواد طاردة للماء فلا مانع من ممارسته السباحة في هذه الحالة مع الحصول على موافقة الطبيب بشكل مسبق. ولكن إذا كانت التجبيرة من النوع العادي والمغلفة بقماش فلابد من بقاء الطفل بعيدا عن الماء. ومحاولة حماية التجبيرة العادية بلفها بأكياس بلاستكية لمنع وصول الماء إليها.
أما إذا كان الطفل ممن يضعون أنابيب في أذانهم (عبارة عن اسطوانات صغيرة توضع خلال طبلة الأذن لسحب المياه وجعل الهواء يصل إلى الأذن الوسطى)، فيجب سؤال الطبيب عن مدى حماية الأذن أثناء فترة السباحة. بعض الأطباء ينصحون الأطفال الذين يضعون أنابيب الأذن بلبس سدادات للآذن أثناء السباحة لمنع البكتريا من الدخول إلى الأذن الوسطى.
على العموم سدادات الأذن عادة توضع للأطفال فقط عند الغوص أو السباحة في مياه غير معالجة مثل الأنهار والبحيرات.
ولمنع عدوى الأذن أثناء السباحة يجب اتخاذ الاحتياطات الآتية:
– شجع طفلك على لبس سدادات الأذن أثناء السباحة.
– جفف أذن طفلك بعد السباحة بمنشفة أو مجفف الشعر.
– استعمل قطرات الأذن الكحولية للتخلص من الماء من أذن طفلك.
– لا تستعمل كرات القطن لأذن طفلك التي قد تسبب خدوشا في قناة الأذن وتكون وكرا للعدوى.
– لا تسمح لطفلك بالسباحة في أماكن ملوثة أو غير موثوق في نظافتها واسأل عن مدى نظافتها قبل السماح لأطفالك بالسباحة فيها.
وهنا سوْال اخر ، قد يبلع طفلك كمية من الماء بين الحين والآخر أثناء السباحة، خصوصا إذا كانت المرة الأولى التي يسبح فيها. شرب كمية صغيرة من الماء قد لا تؤذي الطفل خصوصا إذا كانت البركة نظيفة ومعالجة ولكن شرب كميات كبيرة من الماء تجعل الطفل مريضا، والاهم هو الا تزيد نسبة الكلور حتى لا يتاثر الطفل فعند تعقيم المسبح لابد ان تقوم به شركة مخصصة لهذا الغرض .
ما هي السن المناسبة لتعلم دروس السباحة؟
– توصي الأكاديمية الأميركية للأطفال بالانتظار إلى سن الرابعة من العمر قبل البدء في إعطاء الأطفال دروسا للسباحة، حيث إن جسم الطفل غير مؤهل للسباحة قبل هذا السن. وإذا كنت تريد أن يتعلم طفلك السباحة قبل سن الرابعة من العمر في برنامج للسباحة فاختر برنامجا لا يتطلب وضع رأس الطفل تحت الماء. هذا سيعمل على تحديد كمية الماء التي يبلعها الطفل.
هل يستطيع الأطفال السباحة وهم مرضى أو بهم جروح أو خدوش؟
– لا بأس من أن يسبح الأطفال المصابون بزكام أو أي مرض بسيط ماداموا قادرين على السباحة. كما أنه لا بأس للأطفال من السباحة إذا كان بهم جروح أو خدوش مادام ليس بها نزيف.
ماذا عن السباحة بعد الأكل؟
– لا مشكلة في السباحة مباشرة بعد تناول وجبة خفيفة. وإذا شعر الطفل انه تعبان بعد تناول وجبة ثقيلة فشجعيه على اخذ فترة راحة قبل البدء في السباحة.
هل المياه الحارة أمينة للسباحة فيها؟
– الأطفال عند سباحتهم في مياه حارة سرعان ما يشعرون بارتفاع في درجة الحرارة. لا تسمح لطفلك بالسباحة في مياه حارة إلا إذا كان طويلا بما فيه الكفاية ليبقي رأسه مرتفعا فوق الماء. وحتى لو كانت السباحة لمدة قصيرة فلا تسمحي لطفلك بالعوم فيها أبدا. لآن الحرارة المرتفعة تشجع نمو الجراثيم وقليل من المياه الحارة تسبب التهابا للأذن الخارجية.
نصائح عامة
يمكن تجنب خطر التعرض للإصابة بأمراض حمام السباحة أو التسبب في عدوى الآخرين بالأمراض بإتباع النصائح التالية :
- عدم الذهاب للحمامات العامة أو الأماكن المزدحمة عند المعاناة من الأمراض المعدية ، والبقاء في المنزل حتى تمام الشفاء .
- الاستحمام قبل وبعد النزول في حمام السباحة وتبديل ثياب السباحة المبللة وارتداء ملابس جافة ونظيفة .
- استخدام المطهرات المخففة المناسبة لأغراض العناية الشخصية بعد الذهاب لحمامات السباحة .
- استخدام الأغراض الشخصية وليست المشتركة من المناشف ، الأحذية ، وغيرها .
- بالنسبة للأطفال ، ينبغي أخذهم لدورة المياه كل ساعة تجنباً لقضاء حاجتهم في حمام السباحة .
عدم الذهاب لحمامات السباحة العامة عند ارتفاع درجات الحرارة حيث أن معظم الجراثيم تعيش في الأماكن الرطبة والدافئة .
- وأخيراً إذا ما توافرت الفرصة لشراء حمام سباحة صغير ، والذي أصبح يباع بأسعار زهيدة يفضل إقامته في حديقة المنزل لضمان تعقيم المياه وعدم مشاركة الآخرين في السباحة .
- دكتور فهد عبدالكريم علي تركستاني
- استاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى