قبل سنوات جاءت وسائل الاعلام وكانت اغلبها وسائل اعلامية وطنية خالية من الجوانب المادية والاشكاليات الاعلانية ودار الزمن حتى جاءت لنا القنوات التي تسمى – القنوات المشفرة – التي اغلقت عنا المشاهدة وسمحت بها فقط لمن يدفع المال ومن تلك البداية بدأ العالم الاعلامي يتجه نحو الجوانب المادية فمن يدفع أكثر هو من سيستمتع اكثر .
أيضا جاءت لنا القنوات الخاصة المفتوحة والتي تعتمد بشكل كليّ على مردود الاعلانات التجارية فاصبح المشاهد يكره متابعتها بسبب طول الفقرة الاعلانية التي قد تتجاوز الربع ساعة في اوقات الذروة .
ومع الوقت جاءت لنا الانترنت وفتحت كل نوافذها امام الجميع فاستبشر الناس خيرا وظنوا ان التشفير امره انتهى وزمانه ولىّ ولكن الركض خلف المال لا ينفع معه شيء فما ان انبهر الناس ( باليوتيوب ) حتى تفاجأوا بان التركيز على المال لا يزال موجود ولكنه يظهر بطرق اخرى فالأهمية في عالم اليوتيوب تكمن في عدد المشاهدات للمقطع حتى ولو كان في قمة السخافة فاذا زاد عدد المشاهدات ارتفع المقطع للقمة وروّج له ( اليويتوب ) واصبح يدل على ان هذه الدولة قد شاهده فيها الكثير وحينها ستتسابق الشركات الكبرى على الفوز برعايته والاعلان على كل ما يقدم في قناته وصفحته .
والاشكالية في نظري لا تكمن في الاعلان فكل من يفوز بإعلان هنيئا له وليبارك الله فيما رزقه ولكن المشكلة تكمن في ان الجميع اصبح يبحث عن فرصة لزيادة المشاهدات فهو يقدم ما يريد الناس لا ما يفيدهم ويحرص على ما يزيد شعبيته لا ما يعود بالنفع على المجتمع وصار الكثير يتسابقون على الكثير من سفاسف الامور لكي يفوزون برعايات تعود عليهم بالنفع الماديّ !
واصبحت المقاطع النبيلة التي تفيد الناس في غربة فلا تجد لها مشاهدات تذكر واذا ذهب اصحابها الى شركة بحثا عن الرعاية قالوا لهم ( مشاهداتكم قليلة !! ) وبالتالي نحن لن نرعاكم !؟
حمد عبد العزيز الكنتي