عبدالرحمن الأحمدي

أبناء الوطن .. وتوارثُ خدمة الحجيج

منذ مئات السنين الماضية تشرَّب أهل هذه الديار المقدسة شرف خدمة حجاج بيت الله الحرام، ومازالوا في هذا العهد السعودي يتشرفون حكومة وشعبا بخدمة من لبى نداء المولى عز وجل. والكل هنا يشاهد عن قرب دور الجهات الحكومية الرسمية وما تقدمه من خدمات عديدة مختلفة على أرض الواقع ولا ينكرها – أمانة – إلا جاحد أو مكابر. ولا نعلم ما المقصود حينما يريد من هو خارج هذه البلاد التشكيك في قدراتنا وامكانياتنا عند قدوم كل موسم حج..!؟ فالحج عبادة اختص الله تعالى بها المسلمين دون غيرهم من الأمم. بمعنى أن أداء الحج لا يجب فيه مطلقا رفث، ولا فسوق، أو جدال أوغيره..فهل يعلم الغير معنى هذه المنهيات..؟ ولكن يبدو أن البعض ما زال يجهل ذلك. والحج بالنسبة لنا أمر مقدس تشرَّبناه منذ نشأتنا ومعرفتنا بالحياة.. بل هو – حقيقة – شرف مقدس نتوارثه عبر الأجيال..

في بدء ساعة الصفر الأولى من الأعمال الرسمية لموسم الحج، واستقبال حجاج بيت الله الحرام.. تجد الجميع وبلا أيِّ استثناء سواء من مسؤولين عسكريين، أو مدنيين، ومن الجهات الأهلية الأخرى من مؤسسات الطوافة ، والوكلاء، والأدلاء والزمازمة، والكشافة،والجمعيات الخيرية، وغيرهم .. قد أعدوا أنفسهم جيدا بعد أن نذروها لهذه الخدمة الجليلة.. وتجد أيضا تتابع أبناء المملكة من كل المناطق صوب مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ؛ للمشاركة الفاعلة والمتواصلة على مدار الساعة؛ سعيا منهم للقيام بالمسؤوليات والمهام المناطة بهم.. فهذا الموسم الديني يعد موسما استثنائيا. فكما هو معروف سلفا مرة واحدة كل عام.. والنجاح هنا مرهون بعد توفيق المولى بالسواعد السمراء من الرجال المخلصين الصادقين وهم ولله الحمد كذلك.. فلم يأتِ هذا الركن العظيم سنة من السنين وبفضل الله تعالى إلا وتجد النجاح والتوفيق حليفه.. على الرغم من بعض العقبات التي بحكم التجربة يسهل تجاوزها.

إن أبناء المملكة عامة وأخص هنا أبناء مكة المكرمة، والمدينة المنورة لهم من الذكريات الطيبة عن الحج والحجيج الكثير، فالحاج في السابق على ارتباط وثيق مع مطوفه المكي..ومع تطور مؤسسات الدولة أصبح ارتباط الحاج عبر مؤسسة أهلية ترحب به من حين وصوله إلى ساعة مغادرته..يقول المطوف المكي سامي صدقة أمجد عن ذلك:”في السابق.. كان المطوف يذهب إلى الدولة المستهدف حجاجها وهي عملية ترويجية أشبه بمكاتب السياحة؛ لإتمام التعاملات اللازمة لمن يرغب بالقدوم لأداء فريضة الحج.. وحين الوصول إلى مكة المكرمة..يسكنون في بيت المطوف وعائلته..وتتوزع المهام هنا بين أبناء العائلة..فمنهم من يتكفل بالوجبات الغذائية،ومنهم من يتكفل بالخيام، والنقل والتصعيد، والطواف، وأخيرا الترحيل. والآن مؤسسات الطوافة تقوم بكل ما ذكر عبر خدمات جليلة تقدمها الدولة -وفقها الله -“. قصة الحج قصة قديمة جدا..تدوالها أهل هذه البلاد بشرف وما زالوا يتداولوها حتى يرث الله الأرض ومن عليها. فعليك من الله ياوطني أمن وأمان.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button