استثمار مناسبتي الحج والعمرة في دعم وتنشيط الاقتصاد الوطني
جميع المجتمعات في العالم تعتز بكنوزها الأثرية , وتعتني بمواقعها الطبيعية وتفتخر بتراثها التاريخي , وتحتفي بمناسباتها الوطنية , تُشَيِّد لها المتاحف وتَبني لها المدن السياحية , وتُقْيِم فيها المهرجانات الوطنية والثقافية والترفيهية , لتكون مقومات دخل للعباد , وموارد اقتصادية للبلاد .
وبلادنا الغالية والعزيزة على جميع النفوس في العالم , تذخر بالكثير من المواقع الطبيعيـة السياحيــة الشتوية والصيفية , منها الساحليـة على امتــداد سواحــل البحر الأحمر من الجنـــوب إلى الشمـــال , وسواحل الخليج في المنطقة الشرقية , وكذلك المناطق الطبيعية الجذابة والمرتفعات ذات الجمال الخلاب بمناخها العليل وخضرتهـا الممتدة , وشلالاتهـا الرقراقـة , ابتـداءً مـن الهـدا فالطـائف إلـى أقصى الجنوب في عسير , إلى جانب الواحات والوديان المتناثرة في كل مكان .
ناهيك .. عن عاصمتنا المقدسة مكة المكرمة مهبط الوحي ومنطلق الرسالة المحمدية , على صاحبها أفضل الصلاة و أذكى التسليم , التي تنفرد بأثمن كنوز الدنيا وأغلى آثار العالم و أعزها على نفوس المؤمنين وقلوبهم , أذكر منها اثنين فقط – على سبيل المثال وليس الحصر – ” غار حراء , وغار ثور ” هذان الموقعان التاريخيان العظيمان , اللذان كان لهما عظيم الأثر في تلقي الرسالة وانتشارها في أرجاء المعمورة .
فالتسويق السياحي في هذه البلاد سوف يظل وينمو ويتطور ما دام هذا البيت العظيم قائماً , ومناسبتي الحج والعمرة مستمرة , وتوفر الطموح والتطلع لدى القائمين عليها من أبناء هذا البلد الأمين وإن اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالصناعة السياحية , وتأسيس الهيئة العليا للسياحة لم يأتِ من فراغ , وإنما من خـلال التأطير العلمي الواعـي في تسويق الخدمات الاجتماعية, والترفيهية , والتجارية , والثقافية في منظومة سياحية تكاملية , ترتبط ارتباطاً قوياً بمناسبتي الحج والعمرة على مدار العام وفق ما هو موضح بهذه الدراسة المتواضعة .