المقالات

وما صاحبكم بمجنون!

بقلم – فاطمة عيسى

في إحدى الفعاليات التي حضرتها لتكريم جهود إحدى الفرق الخيرية
تحدث المقدم ومدير وصاحب الفعالية وصاحب الفكرة وصاحب صاحبه (سبع صنايع )أمام الجمهور و بإرتجالية قصوى !
حين قدم أحد الحاضرين المنتسبين
للصحة النفسية بقوله (تراه مو مجنون)!

وللأسف إرتجاليته لم تكن في محلها حتى وإن كانت من باب الدعابة فهذه سخرية فظة وغير لائقة.
لأنه قد يكون بين الحاضرين من يعاني من صعوبات وإضطرابات نفسية أو قد يكون من مراجعي الصحة النفسية ذاتها!

بدايةً من هو المضطرب أو المريض نفسياً؟
هو أنا وأنت وهو وهي!
ولكننا لا نعترف بذلك!

وصحيح العقل والفكر من يعترف أن متطلبات العصر السريع والحياة المثقلة بالإلتزامات و الهموم
قلما ينفذ منها إنسان بجلده!
وقد قيل أن ثلث سكان العالم قد أصيب في إحدى مراحل حياته بهذه الإضطرابات أو بإحدى أنواع الأمراض النفسية المتشعبة والمعقدة!

وجلنا يعلم أن في الدول المتقدمة لديهم ثقافة تجاه هذا النوع من الطب فتجد هناك من يسارع لطلب الإستشارة من المختصين عند أي طارئ مقلق يعتريه

ونحن العرب والشرقيين نخجل من ارتياد عيادات الأطباء النفسيين حتى في أحلك الحالات
خشيةً أن ينعتونا كما نعتهم صاحبنا !

بل بالمقابل نتجه يمنى ويسرة وفي شتات مطلق باحثين عن تاجر يبيع الوهم لنا مابين معالج روحي وشعبي أو حتى مشعوذ يستنزفون فيها جيوبنا وصحتنا وعقولنا إلا الطبيب النفسي!
فهو آخر الحلول بل ونقصده على خجل ومضض !
أملا في جرعة دواء يسكن تلك الضغوطات والتي قد تكون فعلا تحولت لأمراض بفعل تراكمها علينا
لأننا و ببساطة أهدرنا عمر من حياتنا وفرص
ونحن نركض باحثين عن حل في غير محله
وعند غير أهله!

العلاج النفسي لا يقتصر على أدوية ومسكنات علاجية
فقط ، بل يحتاج الى دعم ومساندة العائلة ، الأصدقاء والمجتمع حتى يتجاوز المريض هذه المرحلة الحرجة المتعبة من حياته
فكيف يتجاوزها ونحن نزدريه وننعته بالجنون!

ارفقوا بالبشر وتخيروا مفرداتكم
فكلمة واحدة منك بلا مسؤولية ووعي لاتلقي لها بالاً
قد تنهي حياة منهك نفسيا للأبد!

Related Articles

3 Comments

  1. ماتقوله الكاتبة الفاضلة صحيح ولكن غاب عنها التكلفة العالية التي يطلبها الأطباء والأخصائيين النفسيين وعدم كفاءة بعضهم في التعامل مع المرضى واعطائهم الوقت الكافي هذا الى جانب ارتفاع أسعار الأدوية النفسية مع ندرة في وجود مواعيد في المستشفيات الحكومية

  2. الحمدلله وهذه نعمة أننا مازلنا مجتمعات فى آخر الركب مازلنا اسراء تقاليد بالية وافكار عقيمة وعادات لا طائل منها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button