المقالات

أعاصير امريكا تبرهن.. أن الاسلام دين سلام

لم تكد الولايات المتحدة الامريكية تفق من صدمة إعصار( هارڤي )الذي أودى بحياة ٦٠ شخصاً ودمر الأخضر واليابس بل حول مدينة هيوستن إلى مدينة اشباح.. مما حدا بفرار مئات الآلاف من السكان وخروجهم لاجئون الى المناطق المجاورة… حتى جاءت أنباء خبراء الطقس بثلاثة اعاصير في المحيط الأطلسي تضرب منطقة الكاريبي والجزر المحيطة.. وبالفعل وصل (ايرما) أقوى الاعاصير من الدرجة الرابعة الى فلوريدا مدينة السياحة العالمية ؛ بشواطئها الخلابة وما تحوية من مئات الكبريهات والمراقص والملاعب .. بل وقصور وجزر أغنياء العالم ، ومنهم قصر ترامب الذي عرضه بـ ٢١ مليون دولار وهو ثمن بخس بالنسبة لقيمة شراءه..
وبوصول الأنباء بدأت عملية الاجلاء – الفوري الإجباري – للسكان وقد عرضت محطاتها العالمية ومنها CNN عملية الفرار والتي استمرت ليومين وبقي الناس في وطوابير السيارات لأكثر من ست وسبع ساعات .. حيث تم اجلاء ستة ملايين لاجئ .. وكان الدمار الشامل للمنطقة والبيئة ابرز ما خلفه الإعصار؛ فقد كان كارثياً.. فتحولت الدور والقصور الى بيوت اشباح وتحولت النخلات الباسقات – والتي كانت تطير في الهواء كحبات الريش – الى حطب . والمشاهد للدمار يظن ان أطنان من القنابل المتفجرة قد أسقطت على المنطقة .. وهي مشاهد ليست بعيدة عنا فقد شاهدناها في أفغانستان ، والعراق ، والشام ولكن بقنابل أمريكية وبحجج واهية..!! ومشاهد اللاجئون الأمريكان الذين فروا خوفاً وذعراً من الإعصار تذكرنا بمشاهد الشعوب المقهورة المضطهدة التي تركت الديار والاوطان فراراً من القتل والدمار من قنابل امريكا ..نعم عاش الأمريكيون اقسى لحظات حياتهم وقد يحتاجوا الى شهور وربما لسنوات لإعادة البناء والترميم ..
وتظل الكوارث الطبيعية في القرآن الكريم موعظة للشعوب وعقاب من الله تعالى للظالمين كما قال تعالى : ” فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنۢبِهِۦ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ” العنكبوت الاية ٤٠
وقد يقول اخرون ان الاعاصير هي تغيرات مناخية طبيعية.. ولكن مع ذلك فان ا لولايات المتحدة هي أولى الدول التي انسحبت من (اتفاقية المناخ) بنسبة ١٪‏ من مجموع الدول الموقعة وهم ١٩٧ دولة والتي تقوم على الحد من الانبعاثات الحرارية والتي تؤثر على حرارة الارض Global Warming نتيجة لتشغيل المصانع والكسب الاقتصادي الجائر الذي يؤثر على حرارة الارض وظهور التغيرات المناخية والاعاصير .. لذا فان على الولايات المتحدة اعادة حساباتها والحد من الانبعاثات الحرارية لتجنب الاثار الكارثية في المناخ ، ومراعاة البعد البيئي فقد تكون احد الدول المكتوية بناره ..فالخسائر قدرت بـ ١٢٠ مليار لإعادة بناء فلوريدا .. و١٨٠ مليار لإعادة بناء هيوستن ..
وبدأت المطالب بالتبرعات من الشعب ولو بالسنتات في المحلات التجارية لتوفير جزء من لمبالغ لإعادة البناء ..
الجميل في الامر إن المراكز الاسلامية في الولايات المتحدة الامريكية كانت من أول من أعلن عن مساندتهم للاجئين وفتحوا ابواب مساجدهم وجعلوها مأوى لهم وقدموا الطعام والشراب .. بل أعلنوا عن استعدادهم لإرسال خمسين طبيباً مسلماً لعلاج المرضى والمصابون جراء الإعصار ..وفعلا اثبت المسلمون عملياً في هذه الأحداث عظمة الاسلام وانه دين المحبة والسلام والتعاضد .. وليس دين الارهاب والقتل ..
مع ان امريكا وآلتها الإعلامية التي يقودها اليهود تكرس كل يوم لمفهوم الارهاب الاسلامي .. بل تم بناء معرض في مكان احداث ١١ سبتمبر – وبتذاكر غالية الثمن- وهو يحوي كل ما تبقى من أثار، من ذلك الحطام وترسيخ الصورة الذهنية للمسلمين الإرهابيين.!! في حين إن الدين الإسلامي دين سماحة وحوار ومجادلة بالتي هي أحسن .. وقد عملت المملكة العربية السعودية منذ عدة سنوات على تأسيس مراكز عالمية للحوار مع الحضارات في بريطانيا وإسبانيا والنمسا .. وغيرها لبث قيم الإسلام الخالدة ونشر رسالة السلام في العالم ..
كما أنها خطوة في الطريق الصحيح إقامة أعمال المؤتمر الدولي الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي ألأول أمس في مدينة نيويورك الأمريكية بعنوان (التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي) وبحضور ممثلين عن المؤسسات الإسلامية من جميع دول العالم ونظرائهم الأمريكان ومشاركات علمية وفكرية وسياسية من عموم دول العالم ورعته «المملكة العربية السعودية» كراعية للمقدسات الإسلامية ؛ والذي تمخض عنه إنشاء منتدى للتواصل الحضاري الإسلامي الأمريكي ووضع خطة استراتيجية لمواجهة الفكر المتطرف ؛ لأنه في الحقيقة هناك جهل عام بحقيقة الإسلام بل وتشويه لصورته وهذا المنتدى حتماً سيركز على اظهار الصور ة الحقيقية للإسلام ورسالته الخالدة في التسامح والأخوة الإنسانية بين الشعوب ..

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button