عبدالرحمن الأحمدي

النشاط..وجوده عدمٌ وفقدانه خسارةٌ

في البدء يجب أن نتفق أن وزارةَ المعارف سابقا،أو وزارة التربية والتعليم لاحقا، أو وزارة التعليم حاليا وزارةٌ من أهم الوزارات في هذا الوطن المبارك .. ولا يخفى على المهتمين بقضية تنشئة وتربية وتعليم الأبناء..التأريخ المديد لهذه الوزارة منذ بدء نشأتها حتى وقتنا الحالي، وما مرت به من مراحل عديدة حتى استقرت الأوضاع على ماهي عليه الآن وبالصورة القائمة. فمن خلال هذه السنين تراكمت بعض الملفات العديدة ولم تجد حلا ناجعا للَّحظة، ومنها قضية النشاط المدرسي؛ فبعض الوزراء اهتم بنشاط الطلاب أشد اهتمام.. ومنهم على سبيل المثال الدكتور محمد الرشيد -يرحمه الله – ومنهم من قنن النشاط كثيرا.. كما حصل في عهد الدكتور عبدالله العبيد. وقد شهدت تلك الفترة عودة رواد النشاط وبعض مشرفي النشاط إلى المدارس .

ومن حين هذا التغييرالمفاجئ بدأالتراجع الملحوظ في مجال نشاط الطلاب فأصبح النشاط يمثل عبئا أولا على المدرسة،والتي هي الجهة المكلفة -بطبيعةالحال-بالنشاط اللاصفي للطلاب، وعلى الجهة الإشرافية المختصة بمتابعة النشاط المدرسي. فقد ظهر التباين الواضح جدا بين المدارس الحكومية وحتى الأهلية. بمعنى أنها تخضع لمدى قناعةقادةالمدارس ومعلميها في عملية النشاط من جهة، ومن جهة أخرى الامكانيات المادية الجيدة لكل مدرسة..من حيث:توفر الملاعب المجهزة، والأدوات المتنوعة اللازمة للأنشطة الرياضية. هذا – وللأسف – غير المدارس المستأجرة والتي هي مشكلة من المشاكل الشائكة في ملفات الوزارة الموقرة والتي لم تحل جذريا. وبالتأكيد من الصعوبة إقامة المناشط الطلابية على أروقتها.. فضلا على القيام بالعملية التعليمية ! ولهذا مقام ومقال آخر.

إن قضية نشاط الطلاب.. من المؤكد أنها من القضايا التي يؤمن الجميع بأهميتها؛ لما للمناشط غير الصفية من استكمال للجهود الصفية في إبراز شخصية الطالب من حيث تنمية الثقة في النفس باكتساب الخبرات الملائمة،والتعرف على الاتجاهات المرغوبة لديه، والاطلاع على التجارب العلمية والعملية المفيدة، وغيرها من الأهداف التربوية والتعليمية المنشودة. فحتى يتفق الجميع على مبدأ أساس؛ لابد فيه من تشخيص الواقع التعليمي من النظر في أنصبة المعلمين العالية، إلى توفير الامكانيات المادية اللازمة،بالإضافة إلى إصدار تكاليف جديدة لرواد النشاط حسب التشكيلات المدرسية. والحديث يطول – حقيقة – لو أردنا فعليا الوقوف على مواءمة جميع المباني المدرسية. وحتى يتم تحقيق بعض من هذه الأشياء. نذكر أنفسنا أنه في حال اختلاف وجهات النظر..أن لايلجأ طرف على إقصاء طرف آخر في حال العجز في مواجهة الحجة بالحجة، والفكرة بالفكرة..خاصة التشكيك في الانتماءات الوطنية. فالآراء الفكرية متعددة ويظل الوطن الغالي واحد.

Related Articles

2 Comments

  1. اهمال النشاط جريمة في حق الطلاب .. ولعل تقليصه ابان تولي الصديق اخي معالي د. عبدالله العبيد يعود لاسباب امنية حينها .. ولكن اليوم يجب ان يعود النشاط للمدارس وان يدعم بميزانية مستقلة لتتمكن المدارس من تنفيذ البرامج والمناشط التي تعود بالنفع على طلابنا ومجتمعنا

  2. اعتقد ان الاولوية في صرف المبالغ يكون على تهيئة البيئة المناسبة للطالب ملاعب مقاصف وصالات رياضية مسرح وتجهيزات مدرسية يحتاجها الطالب والمعلم ….ليش نضحك على انفسنا وننمق الالفاظ والعبارات الرنانة ….
    بصراحة الطالب لايحتاج الى نشاط يحتاج مكان محترم يليق بطالب العلم ومدرسة نظيفة مكيفة .

    فالمبالغ التي ستصرف على النشاط المزمع من الاولى ان تصرف على البنية التحتية للمدارس …
    وسلامتكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button