..
..
شهرانِ ، والشعرُ لا حسٌّ ولا خبرُ
وبيننا نصفُ ما غنّى به البشرُ
يدنو فأنأى ، ويدعونـي فأتبعُه
أقفو ، ولكنّ لا عينٌ ولا أثرُ
التيهُ والمكرُ شيءٌ في جبلّتِه
لكنّه خيرُ من تاهوا ومن مكروا
كم لفّني العمرُ في دولابِ رحلتِه
وصاحبي الشعرُ لي مأوىً ومُدّخرُ
كم اقتسمنا ليالي عمرِنا أرقاً
وسال ممّا نزفنا الحرف والوترُ
واليوم يسكبني فوق البلاد هوىً
يحلو على ضفّتيه البوح والسمرُ
وكيف لا ؟ وبلادي اليومَ صاعدةٌ
إلى الذرى تُكبِرُ الدنيا وتبتكرُ
شاخ الزمانُ وهذي الأرضُ مخصبةٌ
طابت تراباً ، وطاب النبتُ والثمرُ
لا عذرَ للشعر هذا اليومَ يا وطني
وكيف في مثل هذا اليومِ يعتذرُ؟
يا أيُّها الوهجُ الممزوجُ في دمنا
على حميّاه تُجلى الروح والفِكرُ
منذ انتظمنا على صف (الإمامِ) هُدىَ
ونحن يُملأُ منّا السمع والبصرُ
عشنا على الجدب وجهاً ناصعاً ، ويداً
تندى ، وبين الحنايا ينبت الشجرُ
لم نحنِ قاماتِنا إلا لخالقنا
فكلُّ مادون حُبّ اللهِ مُحتقرُ
من أين أشرحُ فحوى ما أُحِسُّ به؟
وكيف أُظهِر حبّي وهو مستترُ؟
وكيف أفخرُ يا أهلي ويا وطني
وكلُّ ذرةِ رملٍ فيك تفتخرُ
منها تناسل خيط النور ، واغتسلت
بالطهر ، وانسابت الآياتُ والسورُ
جئنا على صهوات الخيل ، رايتُنا
خفاقةٌ ، حارساها المجد والظفَرُ
لم يكسر المعتدي يوماً كتائبنا
وكيف من لاذ بالرحمن ينكسرُ؟
للسيف والكفّ في هذا المدى قصصٌ
من نسجها تعبُر الدنيا وتعتبرُ
والسيفُ لما حريقُ الروح يرفعهُ
يظلّ من شفرتيه يقدح الشررُ
إن الثمانين والسبعَ التي انصرمت
لم يُقضَ فيها لنا من حبنا وطرُ
جذورنا فوق هذا المجدِ راسخةٌ
وتحت هذي الرؤوسِ الشمسُ والقمرُ
(كسرى) و(قيصر) دانوا تحت سطوتنا
وكلُّ (كسرى) له في أرضنا (عمرُ)
ما ذنبُنا أنَّ ربَّ الناس أكرمنا
وأنّه بعُلانا قد جرى القدرُ ؟
..
يا موطني ، يا ( أبا فهدٍ) وقفتُ هنا
معي جناحا بلادي : البدو والحضَرُ
نقول : يا ( قبلة العشّاق) دُمْ وطناً
للحب والأمن لا خوفٌ ولا كدرُ
وسر بنا يا ( أبا فهدٍ) لغايتنا
فدون غاياتنا يُستسهلُ الخطرُ
من دون هذا الثرى لا شيءَ يُعجزنا
فهل ستُعجِزنا (إيران) أو (قطرُ)
اليوم وحدتُنا الكبرى نجددها
ونحن في هذه الأحداث نُختبرُ
يا موطني كم مددنا للشقيق يداً
فغيثنا في بقاع الأرض منهمرُ
قاسمتَهم صدرنا العاري ولُقمتَنا
وليتَهم أكلوا خبزاً وما شكروا
لكنّهم أصبحوا سيفاً يقاتِلنُا
لا وفّقَ اللهُ من خانوا من غدروا
وهاهم اليوم في أغلالِ لعبتِهم
لكنهم بعد هذا الغيّ ما شعروا
ونحن نُشرق للدنيا شموسَ هدى
وكلُّ يومٍ بحمد الله ننتصرُ
..
يا سيدي قادمون اليومَ أغنيةً
خضراءَ يُورق فيها وجهك النضرُ
في لحظةٍ لم تكن في الدهر عابرةً
ولم تكن ضمنَ من مرّوا ومن عبروا
فأنت فاتحةُ الدنيا وبهجتُها
وفيك كلُّ صفاتِ النبل تختصرُ
وحين يكثر أهلُ الحُسْد ياوطني
فكيف تستغربُ الحسادَ إن كثُروا ؟
فأنت تحضرُ فكراً نيّراً وندىً
وهم على الرفِّ إن غابوا وإن حضروا
يا موطني مِحَنُ الدنيا بها مِنَحٌ
وربما رغب الواعون ما حذروا
فحين يبدو ضياءُ الشمس محتجباً
خلف الغمام ، فإنّ القادمَ المطرُ
أ . د : صالح سعيد الزهرانــي
….
…..
لله درك من شاعرٍ ملهم هام بحب وطنه فسكب لنا هنا شعراً يفوح شذاه ارجاء العالم معطراً نسمات هوائه العليل شامخاً فوق هام السحب
نثر شاعرنا الفذ د صالح الزهراني ابياته الممتلئة بكل الوفاء والاخلاص والممنونية لهذا الوطن المعطاء وقادته الشرفاء الذين ساروا به عالياً الى صفحاتٍ من نور تتجدد يوماً بعد يوم مستمدين القوة والسداد من رب العباد وفقهم الله وحفظهم والى الامام يابلادي رغم حسد الاعادي
اسجل الشكر والتقدير والاعجاب بشاعرنا القدير الذي صاغ الكلمات بنبض القلب المحب المخلص الوفي
ودام عزك ياوطن
الشعر انت وانت الشعر والفكر..اذا كان للابداع والحضور والدهشة مرفأ.. فقلمك هو ذاك..
تتسامى كلماتك وتحلق عاليا وتعود كالمطر لتسكن القلوب وتنبت الورد والجمال..
كل شعرك يجلب الزهو والابداع.. ونشتاق الى سحايب الجود كثيرا.. واليوم تجدد اللقاء والعطاء في حب الوطن ..فاستهام قلمك مشرقا كالشمس معطاءا كالمزن جميلا كوجه السماء بعد المطر..
زهران تفتخر كثيرا بك ايها الشاعر الفارس الملهم