.. يا معشر النساء أنتن بربع عقل !!! لا تغضبن ولا تثار حفيظتكن بل تهللن وأفرحن وأرفعن رؤسكن فخراً بذلك الوصف ,, فربع العقل الذي وصفنا به ذلك الداعية في إحدى محاضراته والتي إنتشرت في جميع وسائل التواصل الإجتماعي ,, ذلك الربع أنتج الكثير وأخرج العالمات والقائدات والمفكرات والأديبات . لم يعي هذا " الداعية " إن صحت تسميته بذلك أن المرأة التي كرمها الإسلام ورفع من شأنها والذي تعجب خير البشر من حصافتها وذكائها وقدرتها العقلية وصلت لما لم يصل إليه الرجال وخير شاهد لنا أمنا السيدة خديجة رضي الله عنها ووقوفها بجانب النبي ومساندتها له ومالها من أثر في تقويته ومده بالعون والدعم المادي والنفسي مما ساعد في بدء رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين .. وايضا السيدة بلقيس التي أنجت قومها وأدخلتهم في الإسلام ,, وكثير من النماذج التي نراها حالياً ,, كيف وصلت السعودية مشاعل الشميمري لتكون أول سعودية تعمل في مجال تصميم الصواريخ النووية وإنضمت لوكالة ناسا وهي بربع عقل ؟! وكيف فجرت غادة المطيري ثورة في عالم الطب وهي بربع عقل ؟ السؤال الذي يطرح نفسه ويذهب العقل ويثير الحفيظة ,, ما وجه المقارنة والربط بين عقل المرأة وسياقة السيارة ؟ كيف لهذا الداعية ربط عقل المرأة وتدعيم كلامه بحديث الرسول ( ص ) أن النساء ناقصات عقل ودين ؟ هل الرجل الذي يسوق سيارته هو ذلك العبقري الذكي العالم المحنك ؟ هل تستدعي سياقة السيارة تلك المعايير؟ ,, ولو أتخذناها معياراً فتأكدوا أنه لن يسوق كثير من الرجال ممن يملكون وعياً ضعيفاً ومعرفة ضحلة . وما يثير الحفيظة أكثر وأكثر أن هناك من المؤيدين لهذا الفكر الذي عجزت عن وصفه لأني لو أعطيته الوصف الصحيح فسأجرح كثيراً ,, وهذا ليس بطبعي . بإعتقادي مشكلتنا الأولى والكبيرة هي ترك هذه الفئة من الدعاة المحرفين للنصوص الشرعية بغير معناها الحقيقي حسب أهوائهم وإجتهاداتهم ,, لا بل ويفتون ويعممون ويطلقون الأحكام أيضاً فقد قال ذلك الداعية بأن المرأة التي تسوق السيارة ستخرج لمواعدة الرجال حتماً ,, لا وزيادة على ذلك جاء وصفه للمواعدة بالتفصيل وكيف ستؤشر المرأة للرجل بإضاءة السيارة حين وصولها ,, يالهذا الكلام من عواقب وخيمة سنجنيها قريباً لو ترك مثل هذا الفكر في الإنتشار ,, فسيدب الشك في نفوس الرجال ضد زوجاتهم وبناتهم ,, وستدمر العوائل لتعمق هذا الفكر فيهم . وما يثلج الصدر هو الخبر الذي نشر امس بصحيفة عكاظ بإيقاف هذا الداعية من الأمامة والخطابة وجميع المناشط الدعوية من قبل أمير منطقة عسير لما أثاره من الرأي العام وهذا الإجراء سيكون عبرة لكل من تسول له نفسه بإستغلال المنابر في إثارة الجدل وفيما يضر بالمصلحة الوطنية والإنتقاص من أي شخص والخوض في أعراض النساء وإتهامهم بالفسق لمجرد عقلية رجعية لا تمت للدين والإسلام بصلة .