.. ..
(عندما حل اليوم الوطني وكنت في الغربة)
شـدّني الشـوقُ والهـوى لــبلادي
لــربـوعٍ بـهـا جــذورُ تــلادي
لصحــابٍ إذا رحـلتُ . لــديهم
بقــيَ الشـوقُ راســخاً في الفــؤادِ
يـا لأهـلي . إذا أغـيبُ بـعـيداً
لم يغـيبوا عن يَقظـتي أو رُقـادي
ذكـرياتٌ يشــعُّ منها وجـودي
أشعلـتْ بي شوقَ المحبِّ الصادي
في بـلادي وفي شـــواطئ قلــبي
جَسَّــرَ الحــبُّ وصـلـَهُ بـاتـئادِ
وتـراءتْ أمـامَ عـيني طــيوفٌ
جـمعـتهـا يدُ الـزمانِ . تنادي :
أيهـا الـراحـل ُ المـعـنـّى تمهـلْ
فـهـنـا أنـتَ راســخُ الأطــوادِ
ها هنا أنـبـتَ الــدهـرُ وعــداً
يحمـلُ الغـيثَ كالغـيومِ الغوادي
ها هنا أشــرَقَ الــنورُ لــمـّــا
أذِن اللهُ بـانـعـتــاقِ الــعــبـــادِ
حين حاقتْ بهذه الأرضِ تترى
فـتنُ الظلـمِ أوغلــتْ في التمـادي
..
فـإذا الـنورُ قــد غَشــاه ظـلامٌ
وإذا الـناسُ بالغــوا في الفسـادِ
أقـبلَ الفجــرُ في رحـابِ إمـامٍ
جمـعَ الـدِّينَ والـدُّنا في اتحـادِ
جاء عبدُ العـزيز والجهلُ يتلـو
صـفـحـاتٍ مـلـيـئـةٍ بالسَّـوادِ
فاستضاءتْ به الدياجي امتداداً
لجهـادٍ أعـاد مـجـدَ الجـهـادِ
برجـالٍ تسـربلوا اللـيلَ حـــتى
تـّحَـدَ الفــردُ منهمو بالعــتادِ
وسـروا حثـّتِ الأمـاني خُطاهُـم
ألحقـوهـا هـزيمـةً بالأعـادي
فتحـوا من مغـالـِقِ اللـيلِ فجـرا
مِلــؤُهُ الـنورُ واعِـداً بالحصادِ
أشرَقَ الصّـبحُ في ربـوعِ بـلادي
وتـلا النصـرُ أجمــلَ الإنشــادِ
وتوالـتْ قـوافـلُ النصـر عـجلـى
تســبقُ الـدّهــرَ لاتحـادِ البلادِ
وتــوارتْ بعـــزمـِهِ عـَـقَـباتٌ
فـي دروبٍ محفــوفـةٍ بالقـَـتادِ
فـُـرِضَ الأمــنُ إذ تلاشـتْ غيومٌ
مـدلهمـاتُ بالقـرى والــبوادي
بـدأتْ رحلــةُ الــبناءِ ســريعــا
مـا توانتْ بلحظـةٍ مـن كَســادِ
ذاك عــبدُ العــزيز تـُعـلي يـداه
رايةَ الحـقِّ بالـكــتابِ يـنادي
ذاك يومٌ علــى الوجـودِ مضـيءٌ
مـن ســناه تمـتدُّ بيضُ الأيادي
ذاك فجـرٌ بــين الـدياجي مـنيرٌ
حـين نـادى بالمنجـزاتِ المنادي
يا بـلادي وأنــتِ خــيرُ بـــلادٍ
مـوئلُ المجـدِ والـهدى والرشادِ
يا بلادي وفيكِ عــزّي وفخـري
واعــتزازي بمجــدِكِ الـوقـادِ
فلتدومي مـدى الزمـانِ سراجـاً
قد أضـاءَ دروبَ كلِّ الـوهـادِ
شعر: خليل إبراهيم الفزيع