وتصحّ أيضا شَعْرُ لِحَانَا وهي عبارة من عبارات الموروث الشعبي القابل للحياة، تتضمن واحدا من المبادئ العظيمة التي نظمت العلاقة بين الذكور والإناث في مجتمعات الأجداد، ذكّرني بها الشاعر النبيل سالم بن عقاب الحارثي وهو يهنئ بناتنا وأخواتنا بقصيدته التي مطلعها: “أفرحنْ الله يفرحكن بطيب الجنة، أمهات اخوات بنوتات، شعر لحانا”.
كان هذا المبدأ العام دليلا على وعي الأجداد وعلى نبلهم رغم ما يمكن أن يتم تحته من تجاوزات لكنه مبدأ على كل حال تتربى عليه النفوس وتضيق بتأثيره مساحات التجاوز وترتفع به مكانة الأنثى التي اعتبروها مثل شعرة في لحية واللحية مكانها الوجه فهي عزيزة به والوجه عزيز بها، وهذا أفضل ما يمكن الاحتكام إليه في تلك الأزمنة.
بناتي وأخواتي السعوديات اليوم قد ارتقين من العلم والمعرفة مكانا عليّا، على أيديهن بلغ تعليم البنات مكانته المرموقة، وفي الطب والكيمياء والفيزياء وسائر العلوم والآداب والفنون بلغن شأوا بعيدا ما خفي على أحد منا، وفي الإدارة كن القادرات المقتدرات من إدارة المدرسة حتى عضوية مجلس الشورى، وفي كل جبهة وضعهن فيه الوطن كن المنتصرات الظافرات.
بناتنا وأخواتنا وهن يجلسن وراء مقود السيارة سيجعلن من أنفسهن قدوة ومثالا لكل نساء العالمين مثلما كنّ كذلك في التربية والعلوم والآداب والفنون والإدارة، سنرى شوارعنا أكثر سكينة وأفضل انسيابا وأكثر سلاسة وتنظيما فإن الناجحات في مهام الحياة لن يكن إلا أكثر نجاحا في قيادة مركبة على الطريق، وستبقى بناتنا وأخواتنا شعر لُحانا ووضاءة وجوهنا.
مقال متزن عاقل مبارك بحكمة الأديب الوقور
( شعرة من شعر لحانا ) كناية عن معزة وتقدير ، وكرائم الرجال ، والنساء الآن أصبحن يشاركن في بناء البلد بفاعلية وإضافة بناء ، وكلام الكاتب الرائع يكفي عن كل تعليق ، بقي أن ننتظر الدور الريادي بكفاءة بنت البلد التي ينتظر منها الشئ الكثير ولاشك إنهن شقائق الرجال وسنده .