أ. د. عائض الزهراني

منهج الشك لليقين

..
الحضارة الاسلامية تأثرت واثرت في الحضارات الانسانية ، حيث اشاد المؤرخون عربا وغربا على السواء ,بعلماء المسلمون الذين استطاعوا من خلال مؤلفاتهم بالوصول بالعلم إلى قمة الحضارة .
فهم روادَ المناهج الاستقرائية والتجريبية العملية في كثيرٍ من المجالات العلمية، والمعرفية والفكرية .وأن دراساتِهم ومصنَّفاتهم كان لها أكبر الأثر في نموِّ الثقافة العالمية وازدهارها في عالمنا المعاصر
ومن العلوم التي برعوفيها (علم الفلسفة ) الذي نما وتطور على يد افضل العلماء المسلمين وصفحات التاريخ مكثفة بعلماء فلاسفة نرصد بعضهم كالفارابي ،وابن سينا ،والكندي ، وابن خلدون ، وصدر الدين الشيرازي ، وابن باجة ، وابن رشد ، والإدريسي ،  و البغدادي ابن الخطيب , وابن الهيثم ، وابن حزم ،والغزالي ، وابن العربي , ولا ننسى اخوان الصفا.
مستمدين من نصوص الإسلام، منهجا لهم فالقرآن مصدر التشريع حثهم على استخدام العقل للتزود بالمعرفة فصرحت اياته : بأ فلا تعقلون، أفلا تتفكرون،
كما برز منهم علماء لهم فضل السبق فى فلسفة الشك المنهجي الذي يعد عملا تأسيسيا حاسما في الفكر الغربي، فقد كانت مناهجهم في البحث العلمي تقوم على الشك والتجربة، رافضين قبول الفكرة دون مناقشتها والوقوف على صحتها.،
وكان هدفهم من الشك،،لم يكن للهدم، وإنما كان وسيلة للمعرفة،، والوصول إلى الحقائق .
،وقد رأى كثير من علماء المسلمين قديماً أن الغزالي رغم حربه للفلسفة، لم يزل متأثراً بها، حتى قال تلميذه ابن العربي: «شيخُنا أبو حامد: بَلَعَ الفلاسفةَ، وأراد أن يتقيَّأهم فما استطاع».[
اعترف الغزالي بتنوع مدارك المعرفة ووجوه الاستدلال والتناظر وله العبارة المشهورة «الشك أولى مراتب اليقين»،
وينادي مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون بتحكيم العقل:” وعدم الثقة في الناقلين”: فمن الضروري بمكان إن يعني المؤرخ وهو ينقل الروايات والأخبار أن يدقق فيما ينقله على إثباته أو اعتماده0
وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه.
وكان الاديب الساخر الجاحظ يقول: “فاعرفْ مواضع الشك، وحالاتها الموجبة، لتعرف بها مواضع اليقين” ،،
ويتوافق الجرجاني معهم فى تعريفه للشك حبن عرفه بانه التردد بين شيئين. متناقضين. دون ترجيح احد على الاخر وانه تعبير عن الحرية الذاتية. للفرد0
هذه نماذج من قمم فلسفية اسلامية ،اعتمد و فعلاً على قواعد فلسقية أخلاقيَّة؛ تنظيراً وتحليلاً ونقداً، ولا غرابة في ذلك فهذه القواعد مشتقَّة أصلاً من صلب نظرياتهم وممارسته النقديَّة، إنَّهُ منهجُ بحثٍ علميٍّ مضبوطٌ ودقيقٌ، يبدأ بالشَّك لِيُعْرَضَ على النَّقد، ويمرُّ بالاسـتقراء على طريق التَّعميم والشُّـمول بنـزوعٍ واقعيٍّ وعقلانيٍّ،

ومضة،،
سلط الضوء ،
على عتمة ،
شك النص ،
لتصل به ،
الى نور اليقين

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button