..
عملية التعلُّم هي محاولة لتعديل السلوك عبر الخبرات الخاصة، أما التعليم فهو نفس المحاولة ولكن عبر الخبرات العامة، وهما ممارستان قام بهما الانسان ويقوم بها وسيقوم بها حتى قيام الساعة، والفرق بينهما أننا في التعلم نعتمد على خبرات المتعلم، بينما في التعليم نعتمد على خبرات المعلم، ولك أن تتفهم العلاقة بين الحالتين ومدى التداخل بينهما.
..
النشاط الطلابي وجه مهم من أوجه مساعي تعديل السلوك التي يحتاجها الإنسان تعلما كانت أم تعليما، وهو الوجه التطبيقي لتلك المساعي، يؤازره فيهما وجهان آخران هما: النظرية والتجربة، وللتوضيح فإن أكل الطفل مما يليه هو سلوك نظري ما دمت أقتصر في تعليمه على ترديد الحديث الشريف الذي رواه عمر بن أبي سلمه قال: أكلْتُ يومًا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طَعامًا، فجعَلْتُ آكُلُ من نَواحِي الصَّحفَةِ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (كُلْ مما يَلِيْك).
..
لكي نوسع دائرة المستفيدين من تعديل السلوك يجب أن ندعم ذلك بتجربة عملية تبين معنى كلمة: مما يليك، ولنبلغ المستوى الأمثل في ذلك التعديل يجب أن ندعم النظرية والتجربة بنشاط حي نطبق فيه مبدأ: كل مما يليك. النظرية والتجربة يمكن تطبيقها تحت مظلة الحصة التقليدية، أما التطبيق فليس له إلا حصة النشاط، حصة نشاط جادة لا حصة بلا خطة ولا منهج، تضيع المال والجهد والوقت، ويدور حولها اللغط حمانا الله وحماكم من اللغط وأهله.