..
من روائع الشعر العربي التي خلّدها التاريخ وبقيت شواهدا حتى يومنا ما قاله أبو العتاهية:
أتطلبُ صَاحِبًا لاَ عَيْبَ فِيهِ
وأيُّ النَّاسِ ليسَ لَهُ عيوبُ
وقول الشاعر العباسي بشار بن برد في ذات المعنى :
إذا كنت في كل الأمور معاتبًا
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
وردت في البيتين مفردة الصاحب والصديق؛ حيث يشير كل بيت إلى قاعدة هامة في العلاقات الإنسانية قد تغيب عن أذهاننا أحيانا وهي أنه ليس هناك إنسان خالٍ من العيوب، فإن كنت تطلب صاحبًا لا عيب فيه فإنك لن تجده، أو أنك ستبقى دون أصحاب.
والخطاب هنا يشترك التوجيه فيه لكلا الجنسين، الذكر والأنثى، ولم يكن مخصصًا للذكر دون الأنثى، وهذا ما اعتادته العربية الفصحى النابعة من القرآن الحكيم الذي هو وعاء علوم اللغة كلّها النحوية والصرفية والبلاغية.
كما وردت لفظة الصاحب في القرآن الكريم (الصاحب بالجنب) في معرض حديثه عن حقوق الجار وجاء تفسيرها لدى الطبري بأنه الرفيق في السفر، منـزله منـزلك، وطعامه طعامك، كما فسّرها ابن كثير بأنه الرفيق الصالح أو هو جليسك في الحضر ورفيقك في السفر .. وورد لفظ الصاحب أيضا على لسان نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره”. حديث حسن رواه الترمذي.
وعلى اختلاف النصوص الواردة إلا أنها أجمعت على المعنى السامي الذي تشير إليه كلمة (صاحب) وهو ما أشارت إليه ذات الكلمة في النص الشعري المدرج ضمن نصوص الأناشيد في كتاب لغتي لطالبات الصف الثاني الابتدائي
والنص تحت عنوان (الجار والصديق)، ومن بين أبياته قول ناظم الأنشودة:
وصاحبي يحبني أزوره يزورني.
والعجيب الغريب أن يكون هذا البيت عنوانا لمقال يتم تداوله عبر الواتس آب الذي أصبح المنبر الإعلامي الأول في مجتمعنا؛ حيث عنون له صاحبه بقوله: ابنتي تحب صاحبها وهي في الصف الثاني الابتدائي. مطلقا بذلك عويصفة هوجاء من الآراء المؤيدة لرأيه والتي تعزف كلها على وتر الدين والأخلاق .. ونحن مجتمع كل شيء لديه مستساغ مقبول إلا حين تُمس أخلاقه وقيمه المتصلة اتصالًا وثيقًا بالدين الحنيف.. فكيف حين يكون هذا المخالف لتلك المنظومة القيمية مدرجًا ضمن المقرر الدراسي بحسب ما اهتدى إليه عقل صاحب المقال من استنتاجات خرج بها لمّا وقعت عيناه على كلمة (صاحبي متبوعة بالأفعال يحبني، أزوره، يزورني) لترتسم في ذهنه حلقة متصلة من الأحداث كمن يقول (صاحبٌ ..فزيارةٌ .. فحبٌ) بل إنه جعلهما يبقيان معا وحكم على تلك العلاقة المتخيلة بين طفلة الصف الثاني الابتدائي وبين الصاحب المزعوم – حكم عليها – بالاستمرارية في كل مكان سواء في البيت أو في الملاعب خاصة بعدما صدرت الموافقة على ممارسة الرياضة في مدارس البنات، حيث استشرف الكاتب أنها ستنتقل إلى الملاعب أيضا، بل إنه قد قرر شكل تلك العلاقة وحدد مصيرها بأنها علاقة تبادل حب مع الطرف الآخر وهو المقصود بكلمة صاحب وتبادل الزيارات وكل هذا الاستشراف لمستقبل طفلة الثانية توصّل إليه عقل الكاتب من بيتٍ شعريّ .. وعبّر عن ذلك بقوله إنها كارثة تحدث في مناهجنا تؤدي لتدمير القيم والأخلاق دون أي تحرك من الوزارة ومسؤوليها..
..
عن أي كارثة يتحدث هؤلاء والقصيدة كلها معانٍ سامية ترسخ لحقوق الجار والصاحب بالجنب في المدرسة، وفي الحي وفي كل مكان بلغةً بسيطةٍ يُستبعد معها تكلّف الفصاحة والبحث عن أصول المعاني في كلمة الصاحب.. ! هل لأنها جاءت بصيغة المذكر في كتب البنات أثارت هذا الجدل والاستنكار .! وكأنهم غفلوا عن أن الشعر يحتكم لأوزان وقواف لا يمكن التحايل عليها لتغيير صيغة مفرداته !! أم أن بساطة القصيدة عقّدت المعنى في أفهام هؤلاء حتى ابتعدوا عن المعنى الأصيل واكتفوا بالمعنى القريب الذي لا يصل إليه إلا من طفت ثقافتهم اللغوية على السطح فجعلوا كلمة صاحب خاصة بالشباب ولا تصلح للبنات وهذا الأقرب لذهن العوام. فلا تحجّروا واسعًا وتحصروا المفاهيم في أفق ضيّق من التأويلات البعيدة تماما عن مضامينها واستنبطوا القيم البارزة الجليّة في النصوص وابحثوا عن أصول المعاني بما يتناسب وثقافتكم ودرجاتكم العلمية التي ترمزون لها بما يسبق أسماؤكم من حروف.
الصاحب في لغة العرب الرفيق
بينما الصاحبة الزوجه
وكذالك وردت في القرإن الكريم
ولامجال لوجود صحبة بين الجنسين الاعبر رابط الزواج
لوكان الكلام في غير منهج البنات لكان طبيعيا اما ان يكون في منهج البنات فهذا خطأ فالمخاطبة للناس تكون بما يعقلون ويفهمون لا ان يكون الخلط بهذا الشكل مهما بررتي من تبريرات فهو مثل المثل الذي يقول رقع يابو مرقع نسأل ان يحفظ بنات المسلمين من كيد الكائدين ومن يريد بهم سوء ويحفظ بلادنا وولاة امرنا انه سميع جيب الدعوات
ياسيدة حنان الاستاذ بندر المالكي صحفي وله اكثر من ٣٠ سنة يخدم في المجال التربوي والاعلامي وعمل في معظم القنوات الاعلامية السعودية وليس بشائنه انتقاصك له
اما قولك صاحب وصديق تنطبق على الرجل والانثى فأسالي جدتك هل كانت تعرف كلمة صاحبة وصديقة يابنت الازد والا كان المتداول عندنا رفيقتي وخويتي حتى بين رعاة الشياة ان عسف اللغة لتطاوع امانينا خيانة للثقافة وخيانة للذائقة المجتمعية ثم انه لم توردي نص محكم يصف البنتين بالاصدقاء او بالصويحبات اللهم الا ماورد في الاسرائيليات وفي مكان الازدراء صويحبات يوسف فلا تتنطعي في شروق الشمس .
لان الدكتوره سلمها الله لم تقراء قوله تعالى ( وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا * وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ){الجن: 3ـ4}.