المقالات

ركوب أمواج الحياة

..

نمر بظروف كثيرة ونجد أنفسنا في قالب لم نصنعه، ويكون المطلوب منّا هو فقط التكيف مع الوضع الجديد.

التكيف هو المطلوب وهو بحد ذاته مهارة حياتية، تقبل من حولك حتى لو لم يكونوا أهلا للتقبل، تلك مهارة حياته وتحسب ضمن نقاطك كشخص لديه نسبة إنسانية عالية.

ومن المهارات تفسير الأمور بشكل إيجابي والتخيل أنها خطوة نحو النجاح، بدلا من توقع الفشل، والعيش في قوقعة الفشل، واستمرار الإحساس بالفشل، كل لحظات الفشل ليست سوى خطوة نحو النجاح وتجارب تصقل الشخصية لا أكثر.

في العلاقات أو الحياة العملية، أو الحياة العلمية، ليس من المنطق الحصول على كل شيء في الوقت الذي نريد، وفي العمر الذي نريد ؟ وإن لم يتحقق ذلك نكون فاشلين!

أيضًا من المهارات حسن التصرف بالمواقف فهي تشبه ركوب الأمواج بمهارة ، وتتطلب هذه الهواية بالوقوف على لوح، ثم ينزلق على طول قمة الموجة.
وتقتضي كل أنواع ركوب الأمواج
 الاستجابة بسرعة مناسبة ورشاقة، للحفاظ على التوازن المطلوب للأداء الناجح، وهذا ما ينطبق تمامًا على ركوب الأمواج باستخدام الألواح.
ينبطح راكب الأمواج على بطنه فوق اللوح، استعدادًا لركوب الموجة، ثم يقوم بالتجديف بكلتا يديه من النقطة التي يبدأ منها وتكوُّن الموجات التي تسمى الجانب الخارجي.

وعندما تبدأ موجة ـ بارتفاع متر على الأقل ـ في التحرك إلى الشاطئ يجدف الشخص ليكون في مقدمتها تمامًا، ثم يقف منتصبًا حالما تبدأ الموجة في رفع اللوح حاملة إياه باتجاه الشاطئ. وينقل الشخص ثقله، ليتمكن من توجيه اللوح عبر وجه الموجة، أي المياه الساكنة الواقعة تحت قمة الموجة مباشرة.
يقف راكبو الأمواج المَهَرة على مقدمة اللوح.

أما راكبو الأمواج الأقل خبرة، فيقفون قريبًا من الوسط، وذلك ليحتفظوا بتحكم أفضل في اللوح.
ويمكن لراكبي الأمواج أداء بعض المناورات الصعبة مثل الدوران 360° درجة، أي دورة كاملة.
كما يمكنهم القيام بالدحرجة الانسيابية، أي الطفو أعلى وأسفل وجه الموجة.
هذا بخصوص ركوب الأمواج الحقيقية.

ما مدى المتعة التي يشعر بها ممارس هذه الهواية؟

وما مدي الخطورة التي تواجهه ؟

فهو بين خياري المتعة والمغامرة بروحه .!

وربما الغرق في حالة عدم إتقانه للسباحة ؟

ولكن هواة تلك المغامرة لا يفكرون بالغرق ؟ فهدفهم الاستمتاع بتلك المهارة التي يمارسونها.

التكيف هو المطلوب وهو بحد ذاته مهارة حياتيه، تقبل من حولك حتى لو لم يكونوا أهلا للتقبل، تلك مهارة حياته وتحسب ضمن نقاطك كشخص لديه نسبة إنسانية عالية.

سوء التصرف
يدخلنا في متاهات الندم وغرق وفقدان بعض العلاقات، وخوض صعوبات الحياة والتعرض لكثير من المنعطفات والتغيرات أمر طبيعي، ولكن الأمر المؤسف هو اعتبار أي تغير يطرأ على حياتنا إنما هو فرصة جيدة للاكتئاب، وكان بعض الشخصيات يترقبون بعض المواقف الصعبة، ليعيشوا دور الضحية ويعيشوا في أجواء الاكتئاب، بعيدا عن نهج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث: (المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
قد تنزل نفس المصيبة على شخص ضعيف الإيمان فيصيبه من الأمراض والعقد مالا حصر لها وذات المصيبة تنزل على المؤمن القوى فتزيده إيمانا وتقربا إلى الله؛ لأنه يعرف حقيقة الدنيا ويعلم ماهي إلا لهو ولعب.

أصحاب الشخصيات الهشة متعبين في الحياة لا يملكون النفس الطويل، وسرعان ما ينهارون في أبسط المواقف، جميل أن نتحلى بالصبر الجميل كما قال تعالى:( فاصبر صبرًا جميلا): ما هو الصبر الجميل؟ هو الذي لا جزع فيه ولا شكوى لغير الله. وقيل : هو أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يدرى من هو ؟

هذا الموقف يحتاج توضيح أكثر للربط بين ماسبق وما سيلحق :
أو اذكري مثالا آخر
أيعقل أن تمر إحداهن بموقف تافه فيعرف من يعرفها ومن لا يعرفها عن طريق التواصل الاجتماعي، وتتسول العطف واستجلاب الشفقة، رغم أنها في نعمة وخير من الله ولم تحمد الله على ما عندها.

أهكذا تقابل النِّعم ؟

تلك الشخصيات تفقد مهارة ركوب الأمواج الحياتية دون غرق، وتفقد مهارة السباحة في مجالات الحياة وخوض التجارب بحلوها ومرها ولا يشعرون بلذة و شرف التجربة،
وإن كل أحوال المؤمن خير كما قال سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرّاء شكر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر؛ فكان خيرًا له). رواه مسلم.
لو نظرنا إلى كل تلك المحن التي نمر بها على أنها منح من الله، لرضينا ولحمدنا الله على المصيبة قبل النعمة.

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button