أحمد حلبي

انتخبوني أرجوكم

 

..

مع إعلان أسماء المرشحين لانتخابات الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ظهرت برامج ووعود المرشحين بهدف الحصول على أكبر قدر من الأصوات تؤهلهم للظفر بعضوية مجلس إدارة الغرفة، وظهرت معها عبارة “انتخبوني” بصيفة فعل الأمر، وكأن من لم ينتخبه يعاقب عقابا عسيرا.
وقبل الحديث عن الانتخابات ووعودها وما قدمه المرشحون السابقون وما وعدوا في الانتخابات الحالية أتوقف أمام ما حملته اللائحة الانتخابية من تعديلات جوهرية جعلت من عضوية المجلس لدورتين فقط مما أفسح المجال أمام الشباب لتولي مسؤولية إدارة الغرفة برؤية مختلفة.
وبالعودة للوعود الانتخابية نرى أن عبارات “من أجل مكة” و”لخدمة الاقتصاد المكي” باتت هي العبارات السائدة حاليا، فهل يعتقد الأخوة المرشحون أن الناخبين سيصدقون مثل هذه العبارات ؟
إن ما يحتاج إليه المجتمع الاقتصادي بمكة المكرمة ليس عبارات ممزوجة باستعطاف ورجاء بقدر حاجته إلى مرشحين أقوياء قادرين على معالجة المشكلات التي يواجهها.
وكنت أمل من وزارة التجارة والاستثمار قبل اعتماد أسماء المرشحين أن تطالب المرشحين للدورة الثانية من الفائزين في الانتخابات السابقة وليس المعينين، إظهار ما لديهم من برامج وخطط أطلقوها في الدورة السابقة وعملوا على تنفيذها، لا أن تكون وعودهم مجرد فرقعات انتخابية سرعان ما تغيب مع غياب الانتخابات وإعلان الأسماء.
والمرشح الشجاع هو من يعلن ما أطلقه من وعود سابقة وما حققه منها، لا أن يكون متحدثا بعبارات محبة مكة المكرمة وحرصه على خدمتها وهو بعيدا عنها وعن هموم تجارها وصناعها، لا هدف له سوى عضوية مجلس الإدارة حتى يضيفها لسيرته الذاتية.
وإن كانت هناك وعودا اطلقت وأخرى في طريقها للانطلاق فإن الحقيقة الواضحة هي غياب تنفيذ هذه الوعود.
ولو حكم الناخب العقل وفكر بطريقة الناخب الواعي لأدرك أن التغني بالأسماء ـ إياها ـ غير مجد له، فالغرفة همزة وصل بينه وبين القطاعات الحكومية والأهلية، مهمتها العمل على إزالة المعوقات التي تواجهه ودعمه وإشراكه في الاستفادة من مناقصات الغرفة وأعمالها لا أن يسند تنفيذ الأعمال لمؤسسات من خارج مكة المكرمة وتحرم مؤسسات وشركات من الاستفادة منها، بحجة ضعف إمكانيات مؤسسات مكة المكرمة.
فإن كانت إمكانية مؤسسات مكة المكرمة ضعيفة ولا ترقى لمستوى رغبتك يا سعادة العضو فلماذا تترشح لانتخابات الغرفة وتسعى لاستعطاف أصحاب هذه المؤسسات ليصوتوا لك ؟

Related Articles

2 Comments

  1. ماذا لو تم عقد ورشة عمل لكل مرشح مع المجتمع المكي ليشرح لهم استراتيجيته للعمل في عضوية الغرفة التجارية ويتم مناقشته فيها قبل بدء الانتخاب .
    اعتقد أن هذه الورش ستظهر الغث من السمين وتوصل المستحق لمقعد العضوية . ومن يصل للعضوية ينجز او يزاح من خلال تقييم مرحلي دقيق وعادل كدور فاعل للجمعية العمومية . أو أي جهة تقييم متخصصة يتم اختيارها .

  2. العملية الانتخابية وعود رنانة بعيدة عن الواقع والتطبيق
    والمعوقات كبيرة .. وهي ورقة تعريف يقدمها المترشح لناخبيه .. ويعتمد المترشح على اصوات اصدقائه ومعارفه وبالدرجة الأولى شراء الاصوات بتجديد اشتراك عضوية الغرفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button