منذ بدء العام الدراسي الجديد، ونحن نعيش بين أخبار هنا وأخرى هناك تتحدث عن ظاهرة العنف بمدارس التعليم العام، فتارة يكون ضحية العنف طالبا تلقى ضربا مبرحا من معلم، وتارة أخرى يكون الضحية معلما أو قائدا لمدرسة اعتدي عليه بسلاح أو هشمت سيارته !
وبات عملية العنف في المدارس تقلق مسؤولي التعليم أكثر من أولياء الأمور، وكثير منا يضع البعض اللوم على وزارة التعليم باعتبارها الجهة المسؤولة عن توفير الأمن والاستقرار داخل المنشآت والمؤسسات التعليمية، في حين أننا ننسى دورنا كأسر في تأمين الاستقرار النفسي للأبناء.
وقبل أن نضع اللوم على وزارة التعليم ومعلميها علينا أن نتحدث بلغة العقل الواقعية، والتي تؤكد أن “العنف في المدارس أصبح مشكلة خطيرة في العقود الأخيرة في كثير من البلدان، عندما تستخدم الأسلحة مثل السكاكين. ويشمل العنف المدرسي العنف بين طلاب المدارس، وكذلك اعتداءات الطلاب جسديا على موظفي المدرسة”.
فوزارة التعليم قامت من جانبها بالعمل على اتخاذ مجموعة من الإجراءات التربوية والتعليمية، لعل أبرزها إعداد برنامج (رفق) الذي نجهل كثيرا عنه، وهو برنامج يهدف” للحد من مشكلة العنف في المدارس وتوضيح الطرق الملائمة الوقائية والعلاجية على كافة المستويات؛ ليتمكن العاملون بالمدرسة والطلبة وأولياء أمورهم من تطبيقها بما يسهم في تحقيق بيئة مدرسية آمنة”.
ومن خلال قراءة أولية عاجلة للبرنامج توقفت أمام أهميته، فوضحت أمامي صورتها، فهو يهتم بالناحيتين النظرية من خلال “تعريف الطلبة والعاملين في المدرسة وأولياء الأمور بالعنف وأسبابه ومظاهره وآثاره”، والتطبيقية بــ”تنفيذ فعاليات البرنامج الوقائية والعلاجية لخفض العنف في جميع المدارس، وعلى جميع المستويات “أما أهداف البرنامج فتتناول :
• التأكيد على ما تتضمنه تعاليم الشريعة الإسلامية الداعية إلى تحسين التعامل مع الآخرين بالحسنى والتسامح والرحمة والعفو.
• تبصير الطلبة والعاملين في المدرسة وأولياء الأمور بمفهوم العنف وأسبابه وأشكاله المختلفة.
• تهيئة البيئة التربوية والأسرية المناسبة للطلبة بما يحقق لهم حياة آمنة مطمئنة كريمة.
• إكساب العاملين بالمدرسة وأولياء الأمور بالأساليب التربوية (الوقائية) الملائمة لخفض العنف، والتعامل معه.
• تزويد العاملين في التوجيه والإرشاد بأساليب التدخل المبكر، والعلاج في التعامل مع حالات العنف.
• إكساب الطلبة المهارات الشخصية والاجتماعية لخفض جميع أشكال العنف المدرسي.
وبرنامج كهذا سعت الوزارة لتوفير خطط جيدة لتنفيذه ، غير أن نجاحه يعتمد أولا على منفذيه والمتعاملين معه.
وما أرجوه أن يتم اختيار الكوادر الجيدة لتنفيذه، وأن تلعب الأسر دورا تكامليا لإنجاحه، حتى نجد مدارسنا خالية من العنف.
0