عبدالرحمن الأحمدي

انتخبوا صٓالحْ جٓمالْ

..
رحمه الله صالح بن محمد صالح بن عبدالقادر جمال وغفر له ، علم من أبرز الأعلام المكية في السنوات الماضية. تخطى وباقتدار الوعود الخيالية كافة، والعبارات اللامعة.. لم يكن يرى في عينيه..سوى خدمة مكة المكرمة وأهلها، ولم يكن يحتاج كثير من جمل الفخامة في التأكيد على حبه الصادق لأم القرى. فأعماله الكثيرة سبقت أقواله وفي الكثير من المواقف.. بل كلفته في بعض الأحيان لحظات مؤلمة ..! فسيرته الذاتية تحتاج للمزيد من التوقف؛ من أجل القراءة واستلهام العديد من المعاني الراسخة؛ لمن يريد فعلا خدمة أقدس بقاع العالم مكة المكرمة. ويكفي العودة لآخر يوم في حياته -رحمه الله- فقد كان يقدم أعمالا متعددة في ذلك اليوم مابين قضاء حاجة مواطن عند حاكم ، ومهام عملية في وزارة، ومسؤوليات معتادة في مؤسسة.

والآن يكاد أغلب المرشحين إن لم يكن السواد الأعظم.. يقدمون وعودا انتخابية رنانة تشعرك بأن على يدي هذا المرشح ستتحقق معظم الآمال المكية. فمن خلال البرنامج الانتخابي تستطيع اكتشاف مدى المبالغة في تطلعات المرشحين الجدد لدرجة الخيال. وباختصار وفي نهاية فرز الأصوات المنتخبة قد لا يذهب صوت الناخب للأجدر وإنما يذهب للأشخاص أصحاب العلاقات الواسعة فقط ..! يقول أحد أبرز رجال الأعمال المكيين في تعليقه حول انتخابات الغرفة الحالية في مكة ” ثلات مرات خضت انتخابات غرفة مكة ولم أنجح .. صندوق الاقتراع ليس للأهداف والبرامج، وإنما للمحسوبية والمصالح ..!! ” نعم فلو كانت للأهداف والبرامج على أرض الواقع؛ لا أستحق صاحب الحارة المكية الفوز لو تقدم ..!! ومعه صاحب الأفكار الجميلة. وهما من أبرز الداعمين المكيين باستمرار .

ونأمل فيمن يتطلع للفوز في مقاعد الدورة العشرين في غرفة تجارة وصناعة مكة أن يجيب وبينه وبين نفسه فقط على بعض الأسئلة..ماذا قدمت سابقا الغرفة في مكة ومن خلال مسؤوليتها الاجتماعية لمراكز الأحياء المكية حتى الآن من دعم للبرامج والنشاطات الخاصة بكل حي مكي ..؟ وماذا قدمت أيضا من دعم مادي مقنع للأسر المكية المنتجة والتي تكافح -والله- كثيرا في سبيل الحصول على أماكن دائمة؛ لعرض منتجاتها الخاصة ؟وما مدى التعاون مع المؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية في سبيل الشراكة الاجتماعية.. وفي خدمة هذا الوطن الغالي ؟ وماذا قدمت الغرفة لخدمة الشباب المكي عموما في دعم المنشآت الصغيرة، وفي التدريب المهني، وفي برامج التطوع، وفي دعم مشاريع لذوي الاحتياجات الخاصة.. وأسئلةغيرها قد تطول. والتي يجب على المرشح إدراك المسؤولية الحقيقية مبكرا من تواجده لخدمة مصالح مجتمعه.. قبل مصالحه التجارية الشخصية، ومصالح الأعضاء الآخرين. مكة المكرمة تستاهل.

Related Articles

One Comment

  1. إحتراماتي لكم أخي زميل قلم نكهته ألم لبعض واقع نعاصره من بعض مقصري الواجب في خدمة الوطن وأهله فهذا مهندس وذاك طبيب ومعلم أو تاجر أو..أو.. ، أجمل به من مقال يشيد بل يعيد ذكريات رجالات سطروا أنموذجا في حب المهنة والوطن واشرأب الإنتماء في دمهم عشقا ووفاء ، وكأنني أقرأ بين سطور أبداعاتك المألوفة بإحترافية الوطن ، أن ليس كل من وعد أوفى وأن ليس كل من فاز أجدر ، إذ العاطفة الممزوجة بالمحسوبيات تطغى على المصالح العامة ، وهذا ما سأسطره في مقالي التالي بعون الله، هنيئا لصحيفة مكة الإلكترونية وأنت أخي عبدالرحمن ضمن كوكبة أقلامها الرائعة تلامس الحقيقة ، تسطرها حبرا لامعاً.. تحياتي مشفوعة بطيب الدعوات..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button