المقالات

مواطن صالح للمستقبل

..
بعد أن وصل بنا الحال أن يضرب الطالب المعلم والعكس، وبعد أن وصل بنا الحال الاستهزاء بالإدارة والمعلمين “والتنكيت” عليهم، حتى أصبحت المدرسة الجدار الواطئ للتهكمات وللانتقادات لكل من هب ودب، لهذا صرَّح معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى(باتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بحماية مهنة التعليم باتخاذ أي اعتداءات أيًا كانت ومن أي كائن كان).
والسؤال هنا؟ لماذا كل هذا يحصل فقط في مهنة التعليم؟
والجواب هو: لأننا جلبنا لأبنائِنا الصغار والكبار التكنولوجيا والإنترنت، والكمبيوترات، والجوالات، والألعاب الإلكترونية، وكما تركنا لهم حرية شراء الملابس المستوردة من شورتات قصيرة وقمصان ذات كتابات ورسومات مخلَّة، وحتى البنطلونات( الجينز ) الممزقة قديما من كثرة استعمالها، أما الآن فنستوردها ممزقة جاهزة حسب الموضة فتباع هنا لأبنائنا بأغلى الأسعار، ولايلبسون الثياب إلا عند الذهاب الى المدرسة، فلا رقيب للآباء هنا ولاتهذيب للسلوك في المدرسة هناك، وكأن مهمة الآباء توفير الغذاء والملبس وإعطائهم المصروف اليومي مع زيادة دون نقصان، وتوفير كل مستلزمات الراحة والرفاهية في المنزل.
وكأن مهمة المعلمين في المدرسة تدريس الأبناء، وتعليمهم وتغذية عقولهم بالتمام والكمال.
وفي كلتا المهمتين السابقتين تركنا الأبناء بدون رقيب وتقويم في تربيتهم، وتهذيب سلوكهم.
وجميعنا لانؤيد الضرب والعنف سواءً في المنزل أو المدرسة ولكن أرجو بأن نكونٓ جميعًا متفقون على تربية الأبناء التربية السليمة في هذا العصر عصر السرعة والتقدم في التكنولوجيا، فنربيهم ونعودهم منذ نعومة أظفارهم على احترام الوقت في أداء الصلوات والنوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا وأن يكون للاستذكار والواجبات وقت، وللعب وقت، ولاستعمال الأجهزة الإلكترونية ومشاهدة التلفاز وقت آخر،
ونربيهم ونعودهم على احترام الأنظمة والقوانين، واحترام المعلمين ومن هم أكبر سنا والتمشّي حسب تقاليد المجتمع وعاداته، فلا نترك لهم الحبل على الغارب بالتجوال بالسيارات وسهر الليل الطويل في الاستراحات والمقاهي فيكونوا فريسة سهلة لأصحاب الرذيلة والمخدرات وأصحاب الفكر المتطرف.
فنحن إذا ربّينا هؤلاء الأبناء التربية السليمة سوف يكونوا آباء ومواطنين صالحين في المستقبل، وبحسب مقولة تربوية إن صح التعبير عنها وهي( تربية الآباء عن
طريق الأبناء) بمعنى: أن هؤلاء الأبناء اليوم الجيل الحاضر هم أنفسهم سوف يصبحون آباء في مستقبلهم، فيربون أبناءهم كما تربوا وكما تعودوا عليهِ هم أنفسهم من الصغر، فيكون لدى المجتمع الكبير مواطنين صالحين وأجيال سليمة متتالية، ولقد قيل قديما:

وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ماكان عودهُ أبوهُ

وكما قيل:

إنما الأمم الأخلاق مابقيت
فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button