المقالات

صديقي الفأر

..

سامح الله جوزيف باربيرا مبتكر قصة توم وجيري؛ فقد أقنعنا منذ طفولتنا بأن الفأر يخاف القط، وأن سبب خوفه صغر حجمه نسبة إلى غريمه، ولذلك كان يتفنن في المكائد والمطاردات والاستدراج لمن (كان) يفوقه حجما!

لكن الواقع في جدة مغاير عزيزي جوزيف، ففأرك جيري ليس كفأرنا، وقطك توم ليس كقطنا
فلا هذا يخاف ذاك، ولا ذاك يلاحقه!
فقد عقدا خلسةً فيما بينهما ميثاقًا للسلام، بحيث لا يتعرض أحدهما الآخر، مقابل الطعام المشترك.

نعم لا تندهش !
ففئراننا يوازي حجمها حجم القطط؛ حتى أضحى فتواتنا يهابونهم.
يالسخرية القدر!

بل وسأخبرك يا جوزيف مالم تعيشه في عهدك وتؤلفه في قصتك الكرتونية عن فئراننا الآمنة في أوطانها، والتي تعيش (بيننا وفي وسطنا)حياتها الطبيعية تأكل، تلهو وتلعب
(من زود سطاوتها)!
بل وتنظر إلينا بنظرة ازدراء؛ وكأننا الدخلاء عليها.
لدرجة أصبحت أحسد فئراننا على وضعها.
فقد اتخذت من الصخور قصورا والبحر ممتد أمامها بامتداد أبصارها، وإن داهمها الملل خرجت من جحورها عفوًا! لتتنزه بيننا
(وماطقت لنا خبر)!

 

عزيزتي أمانة جدة
أصبحت الفئران ملازمة لي أكثر من عائلتي وأصدقائي، فبدل أن أفضي للبحر بشكواي وهمومي، بطموحاتي وهممي العالية المتعثرة وينصت إلي
أجد فأرا ماكثا بجواري.
ولو استطاع لربت على كتفي مواسيا.
أهنئك يا أمانتنا..
فبفضلك أصبح صديقي فأرا.

أمانة جدة العزيزة، نحن معك ولسنا ضدك
نحن بحاجة لصيانة المشاريع ومتابعتها بصفة دورية أكثر من إنشاء الجديد منها، ثم تصبح كسابقتها.
ولك نتعهد ونقسم بأن نقوم بمسؤوليتنا الاجتماعية، وأن نهتم بالمرافق العامة كدورات المياه ولا نلوث الشاطئ بالقاذورات ونتركه نظيفا خلفنا، بل ونحن على أتم الاستعداد لأن ندفع الريالين مقابل الدخول لدورات مياه نظيفة وصالحة للاستخدام البشري.
بل وبكل صدر رحب سندفع أي غرامة مالية في حالة ألقينا بالقاذورات في غير أماكنها المخصصة.
نعم هناك من لايكترث ولا يكتفي بتلويث الشواطئ والمنتزهات، بل يمتد أذاهم إلى البحر ليلوثوه ويتسببو بإيذاء الكائنات البحرية
هؤلاء من يقال عنهم أمنوا العقوبة فأسأوا الأدب.
أمثالهم لا تكفيهم سلال المهملات المنتشرة هنا وهناك،
طالما هناك عامل نظافة ينظف خلفهم ثم ينادون بالإحسان إليه.
الإحسان يكون بكف الأذى لابمجرد ريال تتصدق به عليه !

ماعلينا نعود لنداءتنا لأمانة جدة
هل تتلطفين علينا وتستجيبين لنا؟!
أليس من حقنا كمصطافين أن ننعم بشواطئ جميلة نظيفة وبلا قوارض؟
أعيدي الشواطئ الرملية وأزيلي تلك الصخور،
كافحي القوارض بطرق أكثر حداثة فالبدائية ثبت فشلها مع قوارض بطبعها ذكية.
تابعي المشاريع المنشأة صيانةً ونظافة
افرضي العقوبات والغرامات، فقاذورات الشواطئ تساهم في انتشار هذه القوارض.

أما إن استصعب عليك الأمر؛ فلتكوني وسيطتنا وتخبري الفئران عنا كمصطافين، خاصةً نحن النساء بأننا مسالمات جدًا ولها عندنا كل الهيبة والمخافة؛
فلا داعي لبطولاتها العنترية وجولاتها المستمرة حولنا واستمتاعها بكل سادية لصرخاتنا الفزعة.

وإن لم يكن ذلك
فأخبرينا نحن النساء كيف السبيل إلى التعايش معها؛
فلا داعي للكر والفر فقد سئمنا ولم يسأموا.

واتركي عنك ملاحقة القطط، واصرفي جهدك للفئران الموبوءة فهي أولى بالمكافحة والتسميم.

6 Comments

  1. راااااااااااااااائع براااااااااااااااافو عليكى هذه هى رسالة الكاتب

  2. فاطمة كعادتها ابدعت في وصفها وايصال رسالتنا
    تحياتي القديره لكي ?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button